الأنظمة الانتخابية والمعايير القانونية الدولية لنزاهة الإنتخابات
(0)    
المرتبة: 66,761
تاريخ النشر: 01/01/2015
الناشر: منشورات الحلبي الحقوقية
نبذة نيل وفرات:أصبحت الإنتخابات في الوقت الحاضر من أكثر وسائل إسناد السلطة ذيوعاً والتي أزاحت عن طريقها جل الوسائل الأخرى غير الديمقراطية من الوراثة والإختيار الذاتي والإستيلاء بالقوة.
غير أن الإنتخابات والإجراءات المتصلة بها لم تكن على نفس المستوى من التطور عبر التاريخ الطويل، بل إن هذه الإجراءات والمبادئ تبلورت بعد ترسيخ ...النظام النيابي وإنتشار مبدأ الإقتراع العام، والإقرار بحق الإنتخاب في إعلانات الحقوق كحق سياسي، بالإضافة إلى المكانة المتميزة التي تتمع بها قوانين الإنتخاب في السلم القانوني.
واستمر هذا التطور إلى أن برزت طرق وأساليب وأنظمة إنتخابية رئيسة وشائعة في العالم المعاصر والتي تضمنتها قوانين الإنتخاب في معظم دول العالم، وعلى الرغم عما وجهت إلى كل نظام من هذه الأنظمة من إنتقادات؛ فإنه بالإمكان القول إن هذه النظم ستكون ذات فعالية في حالة التطابق بين الجانبين النظري والتطبيقي، وبعبارة أخرى التطابق بين نصوص قوانين الإنتخاب وما هو مطبق في أرض الواقع.
وعليه يمكن الإعتماد على الإنتخابات كمعيار لتقييم مدى شرعية وديمقراطية نظام الحكم في دول معينة؛ وحتى الحكومات التي تستولي على مقاليد السلطة عن طريق الإنقلابات؛ وسرعان ما تعلن عن إجراء إنتخابات مبكرة بغية إضفاء الشرعية على سلطاتها.
إذن فالإنتخابات بحد ذاتها تتطلب توافر أرضية مناسبة كالتعددية الحزبية وإطلاق الحريات العامة، إضافة إلى سيادة روح التسامح وتقبل النتائج الإنتخابية، وعلى ضوء ما سبق، يمكن القول بأن هناك نماذج أو تجارب إنتخابية مختلفة بإختلاف نظام الحكم المتبع في الدولة وفيما إذا كان النظام ديمقراطياً تعددياً أو كان دكتاتورياً يأخذ بنظام الحزب الواحد.
غير أن الممارسات العملية والواقعية للتطبيقات الإنتخابية هنا وهناك تفتقر إلى المعايير المعترف بها دولياً في مجال العمليات الإنتخابية ويمكن إدخالها في خانة الإنتخابات الشكلية أو غير النزيهة، فإجراء العمليات الإنتخابية بمختلف أنماطها وتحت إشراف جهات ومراقبين دوليين ومحليين محاديين أياً كان نوع هذه الإنتخابات (بلدية، نيابية، رئاسية) بصفة دورية مع مراعاة الأسس القانونية والدولية ترفع من شأن الإنتخابات ومصداقيتها، خلاف ذلك فلا جدوى من إجراء إنتخابات تفتقر المصداقية والشفافية.
فالوقوف على النظام الإنتخابي الأمثل في عملية تحويل الأصوات إلى المقاعد الإنتخابية، في مجال إنتخابات النيابية أو المحلية للمجالس المنتخبة أو تحديد هوية الفائز في الإنتخابات للمناصب الفردية الرئاسية أو ذو الطابع الإداري، هي الغاية الأساسية المتوخاة من الدراسة، إضافة إلى تسليط الضوء على المعايير المعتبرة في مجال العمليات الإنتخابية المعمول بها في الديمقراطيات الحقيقية، وإستناداً على تلك المعايير بالإمكان تقييم العمليات الإنتخابية، بعبارة أخرى التفرقة والتمييز بين ما هو إنتخاب حقيقي لمراعاته المعايير الإنتخابية والقانونية والدستورية والدولية، وبين ما هو شكلي أو إستفتائي أو غير ديمقراطي لعدم مراعاتها للمعايير والأسس القانونية المعترف بها دولياً. إقرأ المزيد