لبنان بين الطوائف (1920 - 1990) تحليل ورأي
(0)    
المرتبة: 94,119
تاريخ النشر: 15/10/2014
الناشر: دار سائر المشرق
نبذة نيل وفرات:تؤلف بلاد آشور في الشمال وبلاد بابل في الجنوب معاً بلاد ما بين النهرين، الأرض التي تقع بين النهرين العظيمين دجلة والفرات، والتي هي مصدر الخصب الذي أثار إعجاب الرحالين عبر التاريخ؛ ولكن في الوقت الذي كانت فهي مصر، وهي بلد مثل بلاد الرافدين، تعتمد كلية على الري وتوصف ...بانها هبة النيل، ذلك أن النهر الذي تفيض مياهه بالبركة كل سنة على البلاد في صفة وديعة من الغريف.
فعلى النقيض من ذلك كانت الفياضانات الواسعة في بلاد الرافدين، لنهري دجلة والفرات وبسبب طبيعة الأرض التي يجري فيها النهارات، تصبح من الكوارث بكل يسر إلا إذا تم الإحتفاظ بها تحت الرقابة الصارمة، فالنهران ينبعان من مرتفعات أرمينيا، وكلاهما يجريان بقوة مدمرة، ويشقان قنواتهما عبر الجبال، ويحرفان ويصقلان كتل الصخور التي تعترض مجراهما العنيف.
وما أن يذوب الجليد وتفيض الأنهار حتى تطفى المياه على السهل مخلفة الدمار في كل شيء أثناء مسيرتها، ولقد استطاع سكان بلاد الرافدين منذ أقدم العصور أن يسيطروا على هذا التهديد الذي يتعرضون له كل سنة، وذلك بالطريقة الطبيعية لتنظيم فيضان الماء، بواسطة شبكية من القنوات التي كانت في الوقت ذاته تروي التربة، وتؤلف أيضاً مياها صالحة للملاحة تستطيع أن تنقل المزيد من الحمولة مثل طرق القوافل تماماً.
بهذه الوسائل يتم خفض رأس الماء الهائل الذي يؤلفه النهران، فلا يحدث سوى القليل من الأضرار، بينما تستمر أحواض النهر في تدفقها متعقبة ذات القنوات، فلولا بعض إجراءاتٍ من هذا النوع، لتغيرت حدود البلاد بشكل غير متوقع كل سنة، ومثل هذا الأمر مهم جداً، لأنه ما إن تتخلّف الجبال وراء التربة التي تتألف جزئياً من القرين الذي توفره الفيضانات، فإن هذه التربة تتفكك بصفة نسبية وتصبح عرضة للتحول تحت ضغط الماء، فعلى مقربة من الخليج العربي، تكون التربة برمتها غرينية.
فهناك أهوار واسعة حيث تبدأ الدلتا بالتجاوز على الخليج كل سنة، ففي العصر الذي يتناول فيه هذا الكتاب الحياة اليومية في بلاد بابل وآشور، كان الخليج العربي يمتد إلى الشمال أبعد ممما هو عليه الآن، ذلك أن نهر شط العرب لم يكن قد تكون بعد، وأن كلاًّ من نهري دجلة والفرات كانا يصبان على إنفراد في البحر.
ونظراً لسعتها العظمى ولحقيقة أن الجبال في الشمال عالية وأن أرض الجنوب منبسطة، فقد أصبح جزءاً بلاد الرافدين يختلفان إختلافاً كبيراً، فقد روضت الجبال حرارة الجو في الشمال، وأدت في القسم الأعلى من بلاد آشور إلى ظهور نباتات تشبه بصفة عامة ما هو موجود منها في أوروبا الغربية.
أما من حيث السكان في بابل وآشور فقد كان البابليون والآشوريون أفراد من طائفة سامية عريقة، لكنهم يضمون في ما بينهم بعض العناصر الأجنبية الممثلة أصلاً بالناس المعروفون الآن بإسم الآسيانيين، وتتمثل أقدم الأمثلة لهذه الطائفة بالسومريين (الذين يعتبرون على أكثر إحتمال عنصراً متمدنياً في بلاد الرافدين) والحثيين الأصليين في آسيا الصغرى والحوريين الذين كانوا يقطنون شمال بلاد آشور وشرقها، والأعراق التي كانت تمتد على إمتداد جبال زاغروس من القفقاس إلى عيلام.
لقد كان البابليون والآشوريون، وكما ذكرنا آنفاً، نولغون طائفة واحدة هي طائفة الأكديين، وهم ينتمون إلى القرع السامي الذي تتمثل خصائصه النموذجية الأنف الأقنى والجمجمة العالية المقببة، أما عبادة آلهة الكواكب، فهي مظهر مهم للديانة السامية، ففي بداية العصر التاريخي في بلاد الرافدين، امتزج الساميون والسومريون إمتزاماً كبيراً، وقد استقرت أكثرية الساميين غرب القسم الأعلى من سوريا حيث شنوا هناك غزواتهم على أواسط بلاد الرافدين وجنوبها، والتي كانت في ذلك العصر تؤلف بلاد سومر.
وأخيراً، وفي العصر الذي يتحدث عنه المؤلف في دراسته هذه، وعلى وجه الدقة، اتخذت موجات جديدة من السامين، الذين عرفوا باسم الآراميين والذين كانوا من البدو في وقت لاحق لا يمكن تذكره، طريقها إلى داخل بلاد الرافدين بأعداد كبيرة إلى درجة أنها كانت تؤلف عنصراً مهماً في سكان هذه البلاد.
لقد استعار الساميون أول الأمر عناصر من مدينة بلاد الرافدين، ومن ثم اختاروها لكي تطابق عبقريتهم، وكان العنصر الثالث المميز في غرب آسيا، هو العنصر الهندي الأوروبي؛ ويبدو أن هذا العنصر الثالث المميز في غرب آسيا، هو العنصر الهندي الأوروبي ويبدو أن هذا العنصر قد بسط تأثيره ليس عن طريق حجمه الحقيقي، وإنما عن طريق دوره كقائد للغزوات المتوالية التي كان الآسيون يشنونها من ناحية الشرق طيلة عصر تاريخي.
أما اللغة التي كان يتحدث بها في بلاد آشور وبلاد بابل معاً فهي اللغة الأكدية، ويتميز شكلا اللغة بصفة عملية في القواعد والمفردات، وربما يختلفا إختلافاً ملحوظاً أكثر في طريقة التلفظ، ولكن في العصر الآشوري المتأخر والبابلي الحديث، أهملت اللغة الأكدية ذاتها، وأخذت اللغة الآرامية، التي كانت الشعوب المحية ببلاد الرافدين تتحدث بها، تنتشر في كل أرجاء البلاد.
تلك هي السمات العامة لبلاد وسكان بابل وآشور والتي مضى الباحث في دراستها مولياً إهتمامه لتاريخ هذه البلاد في الفترة 700- 500 قبل الميلاد، حيث شملت هذه الدراسة سجل الوقائع التاريخية وتركيب المجتمع والعائلة والبيت يشمل ذلك إضاءة واسعة على هذه المكونات في مجتمع تلك البلاد وتفصيل لكل جزئياته بما يعني ذلك وصفاً مفصلاً ودقيقاً لحياة الفرد ضمن الحياة العائلية من عادات وتقاليد، وللمجتمع بكل مقوماته الإنسانية والعمرانية والسياسية والدينية والإقتصادية والفنية وبما يتضمن آليات الكتابة والفنون والأساطير التي تميزت بها تلك الشعوب.نبذة الناشر:يضم هذا الكتاب قراءة مواطن مسؤول، ملتزم قضية شعبه من غير أن يتبوأ مسؤولية سياسية مباشرة، للأحداث السياسية المرافقة لولادة لبنان الكبير سنة 1920 ولمختلف المحطات الأساسية من تاريخ لبنان المعاصر. تفلّت فيها الكاتب من اعتبارات ومقتضيات ورقابات عديدة، غالباً ما تكبح اقتناعات راسخة وكامنة، ولكنها مؤثرة على سلوك القيادات السياسية والكوادر الإجتماعية اللبنانية من مختلف الطوائف. فنجح بذلك في أن يفسّر الكثير من المسائل غير المفهومة في سلوكيات القوى السياسية أو، في الواقع، العقد الإجتماعية المحكمة بالذهنيات والخلفيات.
هذا الكتاب حصيلة وخلاصة أبحاث ومقابلات مع السياسيين شغلوا مناصب مهمة ومتابعة شغوفة للمهندس أرمان عسّاف، مدير شركة constratec للتعهدات الذي عاش الأحداث اللبنانية بكامل فصولها في لبنان. إنه تأريخ لحوادث خمسين عاماً نسي أو تناسى العديد من اللاعبين السياسيين معظم عناصرها. إقرأ المزيد