تأملات في القرآن الكريم - Meditations On The Qur'an - Volume I
(0)    
المرتبة: 121,048
تاريخ النشر: 30/09/2014
الناشر: دار نلسن
نبذة نيل وفرات:يقول وليم حبيب بردويل عن تجربته في تأمل معاني القرآن الكريم والتي أثمرت هذا الذي كتبه باللغة الإنكليزية وتمت ترجمته إلى العربية بأن القراءة والتأمل على مدى فترة طويلة من الزمن في المضمون والمعاني والأفكار المعقدة والمداولات على النحو الوارد في السلوك اليومي للبشر، تطرح الكثير من الأسئلة بالنسبة ...للمضمون وكيفية ممارسته من قبل المسلمين والدعاة.
فبالنسبة للأشخاص أمثاله، وكما يذكر، أو غيرهم ممن دخلوا في إتصال حميم مع القرآن الكريم في وقت متأخر من العمر، فإنه مختلف تماماً عمن ترعرع فيه، وذلك يفضل الطبيعة الناقدة والإختبار الشخصي إذ على المرء إلاّ أن يسلم في كل عالم يستطيع رؤيته من خلال المنطق؛ بدلاً من القبول بحقيقة أو عقيدة عمياء.
ويتابع قائلاً بأنه وبعد أمعانه في القرآن الكريم لعدد من السنوات، وبالنظر إلى علاقته بالإنسان، بدا له بأن هناك عنصر مهم وحاسم في تلك العلاقة التي تحدد موقف الشخص تجاهه، وهذا يتجلى في أداء الشعائر الدينية والذكر، فإذا أخذ الذكر بالمعنى الحرفي المدون في الكتاب، فهو يختصر بالسلوك المنهجي، الذي من خلال التكرار المستمر يصبح عادة للحث على التذكر، فإن ممارسة الذكر يصبح عادة، على من يتلوه أكثر من مجرد تحريك الشفاه، لكن تكرار كلمة "الله أكبر" مئات المرات لا تعنى أنها أفضل من قولها مرة واحدة في تقوى صادقة، إذ أن سلوك قائلها في هذه الحالة، أهم بكثير مما ينطلق الكلمات كببغاء، ذاكراً بأنه وبعد تأمله في سورة الأنبياء والآيات 29- 45 استخلص أن الذكر لا يكمن في التكرار الحرفي لما في الكتاب، بل في سلوك الفرد تجاه الخالق أثناء تكرارها مما يعني أنه بمستوى أكثر أهمية لأداء الذكر هو "توجيه الوجه إلى الله" الذي يتطلب الدعاء قبل الذكر فيكتسب بذلك قيمة أعمق وأهم.
المثال الأفضل على علاقة الدعاء بالخشوع موجودة بالسجود في صلاة المسلم... عندما تلامس الجبهة الأرض تعني الخشوع، وتشير إلى إدراك الإنسان الفكري ووعيه التام إلى عظمة الخالق ومنها الأرض التي تلامس جبهته، والتي هي مثله جزء صغير من هذا الكون.
هذا الشعور بالخوشع، إذا صدق يؤدي إلى التواضع الحقيقي... فمع هذا التواضع والخشوع يأتي الذكر الحقيقي... فإنحصار الإنسان بعد هذا الفعل الأولي، ضمن حدود مستطيل، سواءً أكان سجادة أو مربع مخطوط على الرمل، يعني أنه قد وضع نفسه في الوضع السليم للصلاة أو الذكر... حيث تصبح عزلة الإنسان علاقة بينه وبين الله تعالى في صمت ووعي داخلي... وينتهي إلى القول بأن البشر وعندما يختبرون الخشوع الحقيقي، يُفتح أمامهم إتصال وصلة وشعور ديني عظيمين، في هذه الحالة يختبرون الذكر الحقيقي...
ذكر وخشوع وتأملات في كتاب الله عزّ وجلّ تجربة عاشها وليم حبيب بروديل وليدخل بعدها في إتصال حميم مع القرآن الكريم في وقت متأخر من العمر، وإن ما فتح أبواب تأملاته قراءته في سورة مريم، وكونه رساماً قرر، ولغاية في نفسه، تجسيد مرحلة حمل مريم العذراء برسوماته، وولادتها لطفلها عيسى عليه السلام وفقاً لما ورد في القرآن الكريم، فأخذ يقرأ هذه السورة بالتحديد وترجماتها إلى الإنكليزية وتفسيراتها بكلا اللغتين عدة مرات، واستغرقه الأمر خمس سنوات لرسم ثلاث لوحات متسلسلة تغطي مراحل النص القرآني وترتبط بمحتوياتها إرتباطاً وثيقاً لما ورد في هذه السورة.
وذاك ولّد أيضاً رغبة قوية بالفضول للإطلاع على باقي الآيات والسور بطريقة معمقة... فتعين عليه تأمل محتويات القرآن الكريم من البداية إلى النهاية... وهكذا بدأ بقراءة أربع صفحات منه يومياً، كان يقرأها بداية باللغة العربية وبصوت مرتفع ليسمع ويشعر بوقع الكلمات على أذنه، يقابلها مع معانيها وتفسيراتها في العديد من الترجمات الإنكليزية...
ومن ثم وبعد ختمة للقرآن الكريم للمرة الرابعة نشأ لديه فهماً منطقياً له... ليأتي ونتيجة لتأملاته هذا العمل الذي سكب فيه عصارة أفكاره ورؤاه تجاه العديد من الآيات القرآنية، طارحاً من خلالها مواضيع ليناقشها مناقشة موضوعية ويرفق بعضها بالرسوم، وجاءت المواضيع على النحو التالي: العلاقة بين محمد صلى الله عليه وسلم والملاك جبريل عليه السلام، في القيود المفروضة على تمثيل صورة الإنسان، في الأصنام وعبادة الأوثان، العلاقة بين صفات وأسماء الله الحسنى من حيث السلوك البشري اليومي، في الصوفية وعلاقتها في القرآن الكريم ونهج معيشة البشر من خلال سلوكهم اليومي، في بناء العقيدة الشخصية أو الإيمان، دور الشيطان، النساء (1)، النساء ومشاكل التعايش، بين المسيح ابن مريم ومحمد صلى الله عليه وسلم في الطريقة التي بلّغ بها الأنبياء الدين للبشر، في الجن، في الإنقسام السني - الشيعي، سورة مريم، البشارة والعودة ويوسف، أهل الكتاب، وتجدر الإشارة من أن المؤلف استمد مواضيعه هذه كلها من آيات قرآنية. إقرأ المزيد