تاريخ النشر: 01/01/1971
الناشر: دار الفارابي
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:"... إذن فقد بدأت هذه الحرب، في اليوم الثاني ورقة من التجنيد، في اليوم الثالث تفضلوا إلى القطار. ورافقني الأربعة الذين هم عندي إلى المحطة: ايرينا، أناطولى، وبنتاي الصغيرتان ناسيتا وأولفا. واستطاع الأولاد أن يظهروا على أحسن ما تتمنى. البنتان، وهذا اهتم بكت قليلاً. وأما اناطولى-وكان آنذاك في السابعة ...عشرة من عمره-قد كان ينفض كتفيه فعل من أصابه البرد. وايريناي المسكينة... لم أرها على مثل تلك الحال طوال السبعة عشر عاماً التي قضيناها معاً.
في الليلة السابقة ظلت تبكي حتى ابتل قميصي وصدره، وفي الصباح أعادت الكرة... وفصل إلى المحطة. كان رثائي لها كبيراً فلم أجرؤ حتى على النظر إليها: كانت شفتاها متورمتين وشعرها متمرداً على منديلها وعيناها عكرتين ضائقين مثل إنسان أصاب مخيخه الخلل. وأعطى الرؤساء الأمر بالصعود إلى المقطورات وإذا هي تسقط على صدري وتتشبث بعنقي وترتعش... وكانت النسوة الأخريات يتحدثن إلى أزواجهن وإلى أبنائهن وأما امرأتي تلتصق بي مثل ورقة على غصنها ولا تعرف إلا أن تختلج من غير أن تنطق جملة واحدة. وأقول لها: "يجب أن تتماسكي... قولي لي ولو كلمة وداع واحدة". فتجيبني منتحية بين الكلمة والكلمة. "يا روحي اندري... يا حبي... لن يرى واحدنا الآخر... على هذه الأرض... أبدأ..." يفد ميخائيل شولوخوف من أشهر الكتاب السوفيات البارزين خلال القرن العشرين، وهو من الحائزين على جائزة لينين، ولد شولوخوف سنة 1905 وهو من أصل روسي، واشترك وهو في سن (36) في الحرب الوطنية العظمى للشعب السوفييتي ضد ألمانيا الهتلرية بما وساهم في معركة الفولفا ومعارك كثيرة أخرى. هذا الواقع المرير الذي عاشه في الحرب دفعه إلى كتابة قصته 11 قسمة إنسان" والتي تحدث فيها عن الحرب ضد الغزاة الفاشست. ولأهمية هذه القصة حولها المخرجون إلى فلم سينمائي صورت حوادثه في جميع أنحاء العالم وحاز على الجائزة الكبرى في المهرجان السينمائي الأول الذي أقيم في موسكو سنة 1959. إقرأ المزيد