تاريخ النشر: 01/01/2008
الناشر: عالم الكتب الحديث
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:إنطلاقاً من الدور المحوري الذي يضطلع به المعلم في أي نظام تربوي، وإيماناً بمركزية التأثير الذي يحدثه المعلم المؤهل على نوعية التعليم ومستواه، فإن الدول على إختلاف فلسفاتها وأهدافها ونظمها الإجتماعية والإقتصادية تولي مهنة التعليم والإرتقاء بالمعلم كل إهتمامها وعنايتها، كما تتيح له فرص النمو المهني المستمر وتيسر له ...الظروف لتحسين أوضاعه الإقتصادية والإجتماعية، من منظور أن نوعية التعليم ومدى تحقيق الأهداف التربوية ومستويات الأداء عند الطلبة يقررها مستوى المعلم ومقدار الفعالية والكفاية التي يتصف بها أثناء تأديته لرسالته التربوية.
وعلى هذا الأساس، فإنه يمكن القول بأن مقدار العناية والإهتمام بنوعية برامج إعداد وتدريب المعلم في أي مجتمع من المجتمعات إنما تعكس مدى مسؤولية ذلك المجتمع تجاه مستقبل أجياله ومدى حرصه على توفير الخدمات التربوية لأبنائه.
وعلى الرغم من تعدد الوظائف التي تقوم بها الجامعة في أي مجتمع، إلا أنه يمكن القول بأن وظيفها الرئيسية هي إعداد وتنمية الكوادر البشرية القادرة على تلبية إحتياجات خطط التنمية الوطنية من العمالة المدربة، يضاف إلى ذلك أن الجامعات تضع في مقدمة أولوياتها إعداد وتدريب المعلمين الذين توكل إليهم تنمية وتطوير الثروة البشرية والتي تعتبر المحرك الأساسي في إرتياد المجتمع لآفاق التنمية الوطنية الإقتصادية والإجتماعية؛ وإن المجتمعات التي حققت تقدماً في مجال التنمية الإقتصادية قد أدركت أن تنمية الثروة البشرية تعتبر المدخل الحقيقي للتنمية الوطنية الشاملة.
ومن هذه المنطلقات، فإن مؤسسات إعداد وتدريب المعلم تقوم بوظيفة مركزية من خلال تزويد النظام التربوية بأحد أهم مدخلاته الرئيسية ألا وهو المعلم، على إعتبار أن مخرجات النظام التربوية ومدى كفايته وفعاليته يحددها مدى الإقتدار عند الكوادر التدريسية التي تم إعدادها وتدريبها في مؤسسات إعداد وتدريب المعلم.
ولذلك، فقد بات مطلوباً من نظم إعداد المعلمين تصميم إستراتيجيات ونماذج حديثة لتمكين المعلمين من الإضطلاع بأدوارهم الجديدة فالمعلم لم يعد ملقناً أو ناقداً للمعلومات، وإنما أصبح مطلوباً منه الإضطلاع بأدوار جديدة، من أهمها: "المعلم التكنولوجي"، "المعلم كمقوم"، "المعلم كمجدد أو مطوّر للنظام التربوي"، "المعلم كباحث علمي"، "المعلم كوسيط للتغيير الإجتماعي".
من هنا، فإن هذا الكتاب (إعداد المعلم العربي: نماذج وإستراتيجيات) قد اشتمل على عدد من النماذج والإستراتيجيات الحديثة التي يمكن لكليات التربية ومعاهد إعداد المعلمين إعتمادها بهدف تطوير وتحديث البرامج المعتمدة فيها، فضلاً عن تمكين المعلمين وإكسابهم الكفايات والمهارات التي تتطلبها أدوارهم الجديدة مع مطلع الألفية الثالثة. إقرأ المزيد