بلة الظمآن في علوم القرآن
تاريخ النشر: 01/12/2011
الناشر: مركز البحوث والدراسات الإسلامية
نبذة نيل وفرات:تعد دراسة علوم القرآن الكريم من أهم الضروريات لكل من أراد تفسير القرآن الكريم؛ لأن التفسير الصحيح يتوقف على ذلك بل أن كل مسلم يسير في مجال الدعوة يحتاج أن يترود من هذا العلم ليتذوق حلاوة اليقين في قلبه ولكي يقوى على رد الشبه بسلاح من العلم والمعرفة وذلك ...في يوم أهل المسلمون أبسط الواجبات تجاه كتاب الله تعالى واتخذوه وراءهم ظهرياً.
ولهذا العلم أهمية عند العلماء الأولين فقال الإمام الشافعي: جميع ما تقوله الأمة شرح للسنّة وجميع السنّة شرح للقرآن الكريم شرح للأسماء الحسنى وصفاته العليا وجميع الأسماء الحسنى شرح لأسمه الأعظم، وكما أنه أفضل من كل كلام سواه فعلومه أفضل من كل علم، قال تعالى: (يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤتي الحكمة فقد أوتى خيراً كثيراً)...
وقد كان للصحابة دور كبير في الإهتمام بكتاب الله تعالى قراءة وحفظاً وتفسيراً، واستمر الصحابة يتناقلون معاني القرآن الكريم وتفسير بعض آياته على قدر ملازتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتناقل عنهم ذلك تلاميذهم من التابعين، وقد كان عليه الصلاة والسلام وأصحابه يعرفون عن القرآن الكريم وعلومه ما عرف العلماء وفوق ما عرف العلماء من بعده إلا أن معارفهم لم توضع في ذلك العهد كفنون مدونة، كما لم تجمع بكتب مؤلفة، لأنه لم يكن هناك حاجة لذلك، فقد كان الصحابة مضرب الأمثال في نشر الإسلام وتعاليمه والقرآن الكريم والسنّة وتحريرها تلقيناً لا تدويناً ومشافهة لا كتابة.
ويمكن القول بأنه وبعد إنقضاء عهد الخلافة الرشيدة وفي فترة الخلافة الأموية، نشطة الحركة لنشر علوم القرآن الكريم التي كان على رأس من ضرب بسهم وخير في وضع أسسها الخلفاء الأربعة وابن عباس وابن مسعود وزيد بن ثابت وأبو موسى الأشعري وعبد الله بن الزبير وكلهم من الصحابة رضوان الله عليهم، وعلى رأس التابعين مجاهد وعطاء وعكرمة وقتادة والحسن البصري وسعيد بن جبير رضي الله عنهم أجمعين، إذ أنهم ساهموا جميعهم في وضع أساس لما يسمى علم التفسير وعلم أسباب النزول وعلم الناسخ والمنسوخ وعلم غريب القرآن الكريم ونحو ذلك رواية لا تدويناً.
ولا من معلومة أن أحداً قبل المئة الرابعة للهجرة ألف أو حاول أن يؤلف في علوم القرآن الكريم بالمعنى المدون، لأن الدواعي لم تكن موفورة لديهم نحو هذا النوع من التأليف، وإن كان من المؤكد أنها كانت مجموعة في صدور العلماء على الرغم من أنهم لم يعمدوا إلى تدوينها في كتاب ولم يفردوها بإسم.
ولقد كان من المعروف لدى المؤلفين في تاريخ هذا الفن أن أول عهد ظهر فيه هذا الإصطلاح، إصطلاح علوم القرآن الكريم، هو القرن السابع من خلال كتاب "البرهان في علوم القرآن" لمؤلفه علي بن إبراهيم ابن سعيد الشهير بالحوفي المتوفى سنة 330هــ، وهو يقع في ثلاثين مجلداً وتبعه مؤلفات في هذا العلم، فكان هناك مؤلفان لابن الجوزي المتوفي سنة 597هـ وهما: "فنون الإفنان في علوم القرآن" و"المجتبى في علوم تتعلق بالقرآن" و"البرهان في علوم القرآن" لبدر الدين الزركشي المتوفي سنة 794هـ وإلى ما هنالك من مؤلفات جاءت تباعاً إلى القرن التاسع حيث ألف السيوطي كتابين هما: "التمييز في علوم التفسير"، وثم "الإتقان في علوم القرآن" ويعتبر هذا الأخير عمدة الباحثين والمؤلفين في هذا الفن حيث ذكر فيه ثمانين نوعاً من أنواع علوم القرآن الكريم على سبيل الإجمال.
من هنا، تأتي أهمية هذا الكتاب تبعاً لأهمية موضوعه وهو "بلة الظمآن" الذي يعدّ نفحة من نفحات الرحمن لا يستغني عنه إنسان يريد أن يعيش مع القرآن الكريم ويتفهم البيان، وقد جمع فيه المؤلف مهمات هذا العلم الشريف، وأجاد فيه وأفاد، ونفع بمؤلف طلاب العلم وأهل الدين، وهو على إختصاره جامعاً يسهل على طالب العلم قراءته وعلى المختص مراجعته دون ملل أو عناء. إقرأ المزيد