الكوكب الدري في كيفية تخريج الفروع الفقهية على المسائل النحوية
(0)    
المرتبة: 81,560
تاريخ النشر: 01/01/2011
الناشر: دار سعد الدين، دار الأنبار للطباعة والنشر
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:اكتسب اللغة العربية سر وجودها، ودوام كيانها من الشريعة الإسلامية الصالحة لكل زمان ومكان، لأن قانون الله تعالى في أرضه، أنزلها لتفي بجميع مقومات الحياة لكل مخلوق.
وعليه، فإن اللغة العربية عنصر هام في تقويم كيان المسلم الذي يدين بهذه الشريعة، أيّاً كان جنسه أو كانت لغته، ذلك أن الخالق ...عزّ وجلّ شرّف هذه اللغة وكرّم أصلها حين أنزل قانونه السماوي - القرآن الكريم - بلغتهم، وأرسل رسوله محمد صلى الله عليه وسلم - من أشرف قبائل العرب نسباً، وأفصحهم لساناً وأبلغهم عبارة.
وبذلك، أصبحت لغة العرب لغة حياة في إستعمالها، وإنتشارها، وقواعدها، ودراستها، وقد كان الحث على تعلمها، مع الحث والترغيب على إتقان قواعدها، ومعرفة إشتقاقاتها، وحفظ مقوماتها، فاجتهد المسلمون فيها أشد إجتهاد ومنذ بداية العصر الإسلامي الأول، ليحفظوا كتاب ربهم وسنّة نبيهم، ويستنبطوا منها أحكام ما يستجدّ في الحياة من أمور.
وإلى هذا، فمن المعلوم أن وضع قواعد اللغة العربية، وتدوين قوانينها جاء في وقت مبكر من تاريخ الأمة الإسلامية حين بدأت بوادر اللحن تظهر على بعض الألسنة العربية وكان السبب الداعي إلى ذلك هو الخوف على هذه الأمة من ضياع لغتها، ومن ثمّ عموم الجهل بدين الحياة الخالد، وسهولة التفريط فيه، بالإضافة إلى ذلك فإن تعلم اللغة العربية هو شرط مهم من الشروط التي يجب توافرها فيمن أراد أن يصبح مجتهداً يقوم بإستنباط الأحكام الشرعية من مصدريها: الكتاب والسنّة، أو أراد أن يتصدى للإفتاء أو القضاء؛ كما نصّ على ذلك علماء الفقه وأصوله.
وقد استمرت جهود العلماء متوالية تبحث في هذه اللغة طوال قرون عديدة إلى يومنا هذا، فبرزت شخصيات وسط هذه القرون كان لها أعظم الأثر وأكبر المنفع في خدمة اللغة العربية، وقد لمع من بين هؤلاء الأعلام الأفذاذ الإمام العلاّمة جمال الدين الأسنوي المتوفي سنة 772هـ، الذي خدم اللغة العربية خدمة سجلها له التاريخ بين الشكر والتقدير؛ إضافة إلى جهده المتواصل في إحياء علوم الشريعة الإسلامية، فقد درّس، وعلّم، وصنّف وأفتى، حتى كان أول من صنّف مؤلفاً لم يسبق إليه من قبل في تخريج الفروع الفقهية على المسائل العربية والنحوية، فكان إماماً يُتّبع، وعالماً به ينتفع.
من هنا، تأتي أهمية هذا الكتاب "الكوكب الدرّي في النحو" للعلاّمة جمال الدين عبد الرحيم بن الحسن بن علي بن عمري الملقب بالأسنوي، المتوفي سنة 772هـ، قال في كشف الظنون (ج 2- ص 1523)، الكوكب الدرّي في النحو للشيخ جمال الدين: عبد الرحيم بن حسن الأسنوي هو كتاب ممزوج بين الفنين: الفقه والنحو بيّن فيه كيفية تخريج الفقه على المسائل النحوية وجميع مطلقاته من كتاب شيخه (الإرتشاف) و (شرح التسهيل) ومن (الشرح الكبير) للرافعي ومن (الروضة) ورتبه على أربعة أبواب، الأول في الأسماء، الثاني في الأفعال، الثالث في الحروف، الرابع في تراكيب متفرقة.
يقول في مقدمة كتابه: "فإن علم الحلال والحرام الذي به صلاح الدنيا والآخرة وهو المسمى بعلم الفقه مستمد من علم أصول الفقه وعلم العربية...".
هذا وتجدر الإشارة بأن هذه هي الطبعة الثانية من الكتاب الذي صدر في طبعته الأولى في إطار رسالة علمية تقدم بها الباحث لنيل درجة الماجستير، حيث بذل جهوداً في عمليتي التحقيق والدراسة، فجاء مرتباً ضمن قسمين، تضمن القسم الأول مقدمة المحقق، ودراسة تناول الباحث من خلالها موضوع التفاعل بين العلوم الشرعية وعلم النحو، بالإضافة إلى دراسة قدمها حول المؤلف والكتاب، وصوراً للنسخ الخطية للكتاب، وشمل القسم الثاني كتاب الدرّي للأسنوي محققاً. إقرأ المزيد