الإرث بالتقدير والاحتياط - دراسة مقارنة
(0)    
المرتبة: 446,350
تاريخ النشر: 01/01/2014
الناشر: دار الحامد للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:ان علم الميراث من اهم العلوم في الشرع الاسلامي واذ جاء بنظام محكم في خلافة البشر بعضهم لبعض، اذا ما فارق هذا البعض الحياة وانقطع عن عالم الدنيا، ولولا هذا النظام لما استمرت الروابط العائلية وذلك بانتقالها من الاجداد الى الاباء ومن الاباء الى الابناء ومن الابناء الى أبنائهم وهكذا. ...
ويتميز هذا النظام بانه نظام عادل ومحكم ودقيق وضعه الشارع الحكيم ليعطي كل ذي حق حقه، ذلك الحق الذي يتناسب مع مدى خلافة كل وارث لمورثه.
لذلك نرى ان الفروض المحددة بالنص القرآني تتباين فيما بينها تبعاً لأصحابها استناداً الى حكمة قدرها الشارع الحكيم قد نعلم بعضها ويخفى عنا بعضها الاخر.
اما عن الشرائع القديمة التي سبقت الشريعة الإسلامية الغراء فكانت تتبع انظمة مختلفة في الميراث تقوم على اعتبارات اكثر تعصباً مما جعلها تؤثر اصنافاً من الورثة على حساب بقية الورثة، كتوريث الكبار دون الصغار، او الرجال دون النساء، او الاخوة الكبار دون الاصغر منهم سناً. الى ان جاءت الشريعة الاسلامية الغراء فاعطت كل ذي حقٍ حقهُ، وبينت الايات الكريمات في سورة النساء نصيب كل وارث، اذا ما تحققت شروط الميراث وانتفت موانعه.
وقد اكد الرسول الكريم اهمية علم الميراث ويسمى بعلم الفرائض ايضاً بقوله ((يا ابا هريرة تعلموا الفرائض وعلموها فإنه نصف العلم وهو ينسى، وهو أول شيءٍ ينزع من أمتي))( ) وقوله عليه الصلاة والسلام: ((العلم ثلاثة، وما سوى ذلك فهو فضل، آية محكمة، او سنة قائمة، او فريضة عادلة))( ).
ويكون الارث مؤكداً اذا كانت احوال الورثة مستقرة من حيث توافر اسباب الميراث وتوافر شروطه وانتفاء موانعه، الا ان الامر ليس دائماً كذلك، إذ قد تتعرض هذه المتطلبات الى التخلخل او التأرجح بالنسبة الى احد الورثة او بعضهم، مما يجعله غير مؤكد الميراث، وذلك نتيجة للشك الذي يعم احد شروط الميراث من حيث توافره او عدم توافره، او قد يعم احد الموانع من حيث توافره او عدم توافره، ذلك الشك الذي يتزامن مع توزيع التركة على الورثة، مما يجعله توزيعاً غير نهائيٍ او غير باتٍ الى حين التيقن الحقيقي من هذا الامر، وهذا هو الارث بالتقدير والاحتياط. حيث يصار الى الحكم بالاحتمال الاكثر رجحاناً، وذلك لتجنب الاضرار بالورثة ومن ضمنهم ذلك الوارث الذي تحقق فيه سبب الارث بالتقدير والاحتياط. وهذا الحكم مبناه الاصل الشرعي "لا ميراث بشك"( ).
أما عن اسباب الارث بالتقدير والاحتياط فأنها اما التردد بين الوجود او العدم مثل الحمل والمفقود، او التردد بين الوحدة او التعدد مثل الحمل، او التردد بين الذكورة او الانوثة مثل الحمل والخنثى، او التردد في ثبوت النسب او عدم ثبوته مثل ولد الزنا وولد اللعان، او التردد في التمسك بالدين او عدم التمسك به مثل المرتد والاسير في بعض الاحوال الذي قد يكون تابعاً للمفقود في احوالٍ اخرى.
وسبب اخير يمكن ان يضاف للأرث بالتقدير والاحتياط وهو الذي يتعلق بمدى توافر شروط الميراث بين الاشخاص الذين يتوفون جملةً كالغرقى والحرقى واشباههم سواء اكان ذلك في حادثٍ واحدٍ ام لا.
وبعبارة اخرى فإن الموضوع ينطوي على حالات ميراث الاشخاص المذكورين آنفاً مع تردد حالهم، وذلك وفقاً للاحتمال الاكثر رجحاناً. إقرأ المزيد