النص الروائي من الداخل - مقاربة تلفظية
(0)    
المرتبة: 100,508
تاريخ النشر: 01/01/2014
الناشر: عالم الكتب الحديث
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:تبلور مفهوم التلفظ، في مجال لسانيات التلفظ، مع الأعمال الأساسية للساني الفرنسي "بنفنيست"، وهي اللسانيات التي عملت على تجاوز المقاربات التي اهتمت بدراسة اللسان خارج أفعال التلفظ، والإستعمال، والتداول، لذا اجتنبت الثنائية اللسانية، لسان / كلام التي اعتمدها اللسانيون بهدف تحديد موضوع دراستهم، وتخصيص مجال بحثهم: إذ اعتبر اللسان ...الموضوع الذي يتوفر على شروط العلمية، فيما تم إستبعاد الكلام بسبب تنافر مكوناته، وتنوعها، وتغيرها، وقد ترتب عن هذا الفصل المنهجي الاول إقصاء كل ما يرتبط بتوظيف اللسان، وبتشغيله داخل سيرورات التواصل التي تصل بين ذوات متلفظة وذوات مستمعة ضمن سياقات التخاطب المتنوعة.
هكذا عملت لسانيات التلفظ على تجاوز هذه الثنائية المؤسسة للسانيات المعاصرة، من خلال النظر إلى اللسان، ليس بإعتباره مجموعة من القواعد القابلة للحصر والتحديد خارج دائرة إستعماله الكلامي، وإنما بإعتباره إمكانية للإستعمال والتشغيل من قبل مستعمليه: فقد حددته بإعتباره إمكانية للكلام وإحتمالاً للإستعمال، فلم يعد اللسان بالتالي عنصراً مضاداً للكلام، بل أصبح شرط ظهوره، وإمكان وجوده وإحتمال تحققه، لقد ظهر مفهوم التلفظ للوصل بين القاعدة وتوظيفها الكلامي من خلال إبراز قابلية القاعدة لهذا التوظيف.
ومن ثم حدث إبراز عدد من العناصر اللغوية التي تنتسب إلى اللسان، مثل الضمائر ومعينات الزمان والمكان، وأسماء الإشارة، والتي يكمن دورها بالأساس في توفير شروط تحويل اللسان إلى خطاب فعلي من قبل متلفظ محدد: إذ يكفي لكي يتم تشغيل اللسان، تملك هذه العناصر اللغوية، والتموقع ذاتا متلفظة تؤشر على ذاتها بواسطة ضمير المتكلم، وعلى موقعها الزماني - المكاني بواسطة معنيات الزمان والمكان. إقرأ المزيد