تاريخ النشر: 20/02/2014
الناشر: مؤسسة الإنتشار العربي
نبذة نيل وفرات:في القصص العادية غالباً ما يلجأ الكاتب إلى خلق عوالم من خارج الواقع ليهرب من الزمان والمكان، فيوزعهما وينثرهما في محطات قصته أو روايته ليتمكن من محاكاة هذا الواقع. فيتحرى من خلال الكتابة ما يجده في الواقع المرصود من إشكالات. وفي "معترك الذكريات" يضعنا أحمد العليو أمام نوع من ...الالتفات الروائين الذي يمارس فيه الراوي لعبة الظهور والاختفاء، فما أن يظهر أحدهما حتى يختفي الآخر، غير أن القاسم المشترك بينهما الذكريات التي ترد في النص عبر خليط من الشخصيات هي وإن كانت تبدو واقعية ولكنها تهكمية، وفيها تلوينات على قماشة واحدة موضوعها (الإنسان) في ماضيه ولحظات ضعفه وتظهُر هذا الأمر في سلوكه أمام الآخرين. فالقصص حافلة بالحالات الإنسانية التي لكل منها حكايتها ودورها على مسرح القص. على أن المساحة التي يتحرك فوقها الحكي تترجح بين (المسموع-الماضي)، و(المعيش-الحاضر)، و(المرئي-الوصف) أما النهايات فيتركها الروائي مفتوحة، لتقول أن الافق في الحياة غير مقفل، والمعاناة ليست أبدية...
ففي قصة "ومضة" إحدى قصص المجموعة تشهد رجلاً يقوى بالحب، ويضعف بفقدانه، فهو على الرغم من كونه نجماً لامعاً في مجاله كان ينتظر وبفارغ الصبر سالة من امرأة: "من هنا تطيرُ لك حمامة بيضاء، حملتها سلامي، والكثير من دعائي لك بالتألق"، في تلك اللحظة التي انزاحت كل الجبال المنتصبة على قلبه وواجه الجميع/الحضور الذي بدأ يستمع له يقول: "عادت إلى الصور إلى حجمها وطبيعتها، لانت حنجرتين امتد رأسي إلى الأمام، انطلق لساني خفيفاً، وأنا أرى رسالتها تحلق بروحي إلى سماء الجرأة والثقة".
وعلى هذا الغيقاع تأتي باقي قصص المجموعة حاملة في طياتها كوامن خفية من الذات البشرية وتعرض جوانباً من حيوات الأشخاص، تلك المستترة وراء قناع من الزهو الزائف في كثير من الأحيان.
تضمّ المجموعة ستة عشر قصة قصيرة جاءت تحت العناوين الآتية: "العقيم"، "انتهاك"، "ضفاف الدهشة"، "الطاووس"، "ومضة"، "شتات" (...) وقصص أخرى. إقرأ المزيد