تاريخ النشر: 01/12/2013
الناشر: الدار التقدمية
نبذة نيل وفرات:الحياة نوعان، إما أن تكون حيوية وذات معنى، تماماً مثل حيوات شخصيات (الشرخ وقصص أخرى) للكاتبة عائدة خداج أبي فراج، والتي تتناول فيها قضايا اجتماعية ووطنية شاخصة بما يؤكد ارتباط الفن بالحياة، حيث جاءت أفكارها ذات منحى إنساني وهذا عنصر مهم في الكتابة الإبداعية، فقمة الإبداع أن تحكي عن ...الأشياء البسيطة بكلمات بسيطة لكنها تثير في الوجدان الجمعي مزيجاً من النقمة والسخرية في آن معاً، حيث تعرض الكاتبة نماذج حقيقية في المجتمع العربي، وتفعل ذلك من موقع الشاهد المراقب، فتروي حركة الشخصيات وعلاقتها بذاتها والآخرين وتتغلغل إلى عوالمها الداخلية كما في قصة "ليل الغربة" إحدى قصص المجموعة التي تقول فيها حجم الغربة الموحشة التي يعيشها من فارق بلاده أسوة بغيره بحثاً عن الأمان والعلم، وفي ليلة من ليالي الغربة قرر ذلك الشاب لملمة ذاته المبعثرة ورجع أدراجه إلى مدينة الحبيبة بيروت، بعد أن تساءل بمرارة "كيف تخليت عن حبَي ومدينتي ووطني مقابل شهادة لن تعوض هذا الشعور المزدوج بالغربة وأنا وسط الزحمة؟". أما في قصة "عربي مرَ من هنا" فتضعنا الكاتبة أمام مشاهد مؤلمة لما وصلت إليه حال فلسطيني المخيمات داخل الأراضي المحتلة التي تقول فيها همجية الصهيوني، في قصفه للمخيمات وتوالد هذه المأساة من الأجداد إلى الأحفاد في "عربي" بطل القصة فقد أهله في إحدى جولات القصف ولم يتذكر وهو يسمع صوت أمه تحت الأنقاض "يا عربي.. يا عربي.. يا عربي" سوى صوتها وهي تقص عليه الحكايا" حكاية جده عربي الذي حمل هو اسمه، جدَه الذي كان يحسب له ألف حساب، عربي الذي حاول حماية الأرض والعرض أيام النكبة، عربي الأعزل الذي واجه الحديد باللحم، فامتزج لحمه بتراب الوطن وجاء العرب معزين". فاختار "عربي" الشاب نهاية كنهاية جدَه ونسي أحلامه وهبَ نحو "الجدار" جدار الفصل العنصري محاولاً اقتلاعه، فدوَى انفجار، وفي الصباح سار الناس نحو الجدار فوجدوا فتحة وأربع كلمات كتبت بلون الأقحوان تقول: "عربي مرَ من هنا".
وعلى هذا الإيقاع تأتي قصص المجموعة الستة عشر حاملة في طياتها خصوصية متفردة تؤسس لذائقة جديدة في هذا اللون من الفن القصصي التي يحاكي، ويجسد الإنكسارات والخيبات بقلم مسؤول يتحسس أوجاع الآخرين وهكذا كانت الكاتبة عائدة أبي فراج. إقرأ المزيد