عذر الاستفزاز في القانون الجنائي
(0)    
المرتبة: 119,052
تاريخ النشر: 01/01/2014
الناشر: منشورات الحلبي الحقوقية
نبذة الناشر:يمثل عذر الإستفزاز أهمية كبيرة على مستوى تحديد المسؤولية الجنائية، وهو يشكل علاقة بين الجاني والمجني عليه، إذ يكون فيها المجني عليه هو المحرك الأول والرئيس لإرتكاب الجريمة وأحد أسبابها، ويرجع ذلك إلى الموقف المثير أو المستفز من جانب المجني عليه والمتمثل في الاقوال والأفعال غير المشروعة التي يوجهها إلى ...الجاني، والتي من شانها أن تثير الغضب والميول الإجرامية في الشخص الواقع تحت تأثيره ويقلل من تحكمه للأمور وتدفعه إلى إرتكاب الجريمة.
الإستفزاز من العوامل المؤثرة على حرية الإرادة دون الإدراك، فهو لا يؤثر على الإدراك تأثيراً يعتد به في المجال العقلي والنفسي، ولا يعتبر من أمراضه وإنما يؤثر على حرية الإرادة بإعتباره عاملاً من العوامل التي لا يملك الجاني حيالها السيطرة على نفسه فهو يشكل ضغطاً على الإرادة فيحرم الشخص من فرصة التروي والتفكير.
ومن هنا، يمكن القول بأن عذر الإستفزاز تنفي وجود سبق الإصرار ويتعارض معها، فلا يشترط إرتكاب الجريمة بعد فعل الإستفزاز مباشرةً او أثنائه، بل يكفي لتوافر عذر الإستفزاز أن ترتكب الجريمة تحت تأثير الغضب والإندفاع الناتج عن الإستفزاز على شرط أن لا يكون فترة الزمنية طويلاً.
وتكمن أهمية هذا الكتاب في أن عذر الإستفزاز حالة يخفف عقوبة الجريمة المرتكبة وتخفيف العقوبة قائم على أساس ظروف المجرم الشخصية المتمثلة في تكوينه النفسي والبيئي، مع مراعات الظروف المادية للجريمة من جهة، ومن جهة أخرى اختلفت القوانين وفقهاء القانون حول التصرفات التي يعتبر إستفزازاً، حيث قصرت بعض القوانين عذر الإستفزاز على نوع أو أنواع محدودة من الجرائم، بينما وسعت قوانين أخرى لتشمل معظم الجرائم. إقرأ المزيد