المدخل إلى مذهب الإمام أحمد بن حنبل
تاريخ النشر: 15/12/2013
الناشر: مؤسسة الرسالة العالمية
نبذة نيل وفرات:برزت في القرن الثاني الهجري مذاهب كبرى لمجتهدين كبار من أهمها المذاهب الأربعة: المالكي، والشافعي، والحنفي، والحنبلي، كثر أتباعها والمتتلمذون على أصحابها، وكونت مدارس فقهية واتجاهات في لاالإجتهاد والإستنباط، اختلفتا في الذيوع والشيوع والإنتشار تبعاً للظروف والبيئات التي أحاطت بها وبمؤسسيها. وُعني أصحاب كل مذهب بالتأريخ له وتدوين مسائله ...واختلافاته والترجمة لأعلامه والمجتهدين فيه، مما كوّن موسوعات كبيرة في تاريخ الرجال والآراء والإجتهادات. ومذهب الإمام أحمد بن حنبل واحد من تلك المذاهب الكبيرة نال نصيبه في التأليف والترجمة، واتسع نطاقه على مستوى الرأي والفكر. وهذا الكتاب "المدخل إلى مذهب أحمد بن حنبل" لإبن بدران هو واحد من هذه التصانيف، حيث يبيّن مؤلفه في مقدمته: مذهبه في العقائد، وسبب اختياره مذهب الإمام أحمد في الفروع، وسبب انصراف كثير من الناس عن مذهب الحنابلة، وتقلص ظلّه في سوريا، وبين سبب وضعه للكتاب وطريقته فيه. ولعل من أهم مزايا الكتاب ومنهج المؤلف فيه ما يلي: فمن عنوان "المدخل إلى مذهب الإمام أحمد يتضح موضوعه، فمجال أبحاثه الإمام أحمد ومذهبه، وأصحابه، وآراؤهم، والكتب التي تناولت ذلك كله، والمؤلف حنبلي، وإن كان واسع الثقافة غير مقتصر على ما في مذهب أحمد فقط. ومن أجل ذلك فالمؤلف يعتمد في الأغلب على كتب الحنابلة، وبخاصة المشهورين منهم، ينقل عنها، ويوازن بينها ويرجّح ويختار، بالإضافة إلى ذكره العديد من كتب الأصول في المذهب الحنبلي، ولعل من أهم مزايا الكتاب في الأصول أنه يعنى بإيراد رأي الإمام أحمد، وآراء علماء الأصول من الحنابلة، ولا يقتصر عليهم فقط بل يذكر بجانب ذلك آراء أخرى، ويحقق في مسائل الخلاف، ويعترض على ما يراه فاسداً من الآراء ويناقشه. وهو وإن لم يأتِ في مسائل الأصول بجديد، إلا أن له اختيارات جيدة وترجيحات حسنة، وموازنات مفيدة، ربما لم يدركها القارىء غير المتمكن في كتب الأصول، فكتابه المدخل هذا، على اختصاره في باب الأصول، وعلى اعتماده على سبقه ونقله منهم، مفيد للدارس، ويضع يده على نقط مهمة محققة، سواء أكان ذلك من اختيار المؤلف، أم نقلاً عن غيره، وهذه ميزة لا توجد إلا في الكتب الجامعة التي يستعرض فيها صاحبها العديد من الآراء والأقوال والروايات، ويناقشها ويختار الأرجح منها بفكر ثاقب، وبصيرة نافذة، إلى جانب ذلك تبدو سعة اطلاع المؤلف وثقافته واضحين، إذ هو يتحدث عن معرفة بالكتب وخبرة بها، ودراسة لها، وهذا يظهر في كلامه على أشهر مؤلفات الحنابلة، متحدثاً عن الكتاب وصاحبه، ويصفه مبيّناً الطريقة التي سلكها مؤلفه في تأليفه، وما يتميز به عن غيره، ويشير إلى الكتب التي استمده منها، وشروحه، واختصاراته، ومواشيه، والمآخذ عليها، ويعقد أحياناً موازنة بينه وبين الكتب الأخرى ويبين منزلته في المذهب، وهو بهذه الطريقة يمهد الطريق لطالب العلم، ويختصره له، ويدله على ما هو له أنفع. والأهم من ذلك عناية إبن بدران في الترجمة لمخطوطات المذهب ووصفها أكثر من المطبوع. ومن ناحية أخرى فإن القارىء في كتب الحنابلة تقابله صعوبة في فهم اصطلاحات فقهاء المذهب، سواء في الألقاب أو الكتب، أو لهم مصطلحاتهم في ذلك المبتدىء وابرز الأسماء التي ترد في مصنفاتهم. لذا وضع إبن بدران لهذا قسماً خاصاً بيّن فيه ما اصطلح عليه المؤلفون في فقه الإمام أحمد فيما يحتاج إليه المبتدىء وأبرز السماء التي ترد في مصنفاتهم، وتحدث في ذلك حديث الخبير المطلع، مترجماً للأعلام، ومعرفاً بالكتب، وموضحاً للمصطلحات وما يلفت في كتاب إبن بدران هو الجانب التربوي لديه الذي بدا واضح المعالم، وهذا ليس بغريب على العلماء الذين مارسوا مهنة التعليم، فتراه في كتابه هذا يضع قواعد لطبقة للدارسين والمعلمين، ويبين أنواع الدارسين، واختلافهم في مذاهبهم، متخذاً طريقة بعض المعلمين المنفرة. ونظراً لأهمية الكتاب فقد تم الإعتناء به من خلال عملية تحقيق، فجعلت هذه الطبعة، طبعة جديدة امتازت بعدد من التعليقات، فالتوضيح فكرة اختصرها المؤلف، وإما للإعتراض على رأي اختاره، أو أورده، ورأى المحقق أن غيره أرجح. ومن مزايا هذه الطبعة ايضاً تخريج ما في الكتاب من آيات قرآنية وأحاديث نبوية، وآثار وأشعار وضبط ما يحتاج إلى ضبط، وكذلك تنسيق الكتاب وترتيب أبوابه وفصوله ومسائله، ووضع فهرس تفسيري دقيق. إقرأ المزيد