تفسير القرآن بالقراءات القرآنية العشر
(0)    
المرتبة: 70,161
تاريخ النشر: 01/01/2013
الناشر: مؤسسة الضحى للطباعة والنشر والتوزيع
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:إنّ الإعجاز القرآني من أهم القضايا وأكثرها حساسيّة لأنه يتعلق بكتاب الله عزّ وجلّ ولذا اهتم به العلماء قديماً وحديثاً، فتحدّثوا عن وجوه الإعجاز فأحسنوا، وعددوا فأكثروا، وفصّلوا فبينوا، فمنهم من أوصل وجوه الإعجاز إلى خمسة وثلاثين وجهاً كما فعل الحافظ جلال الدين السيوطي، حيث ذُكِرَ أنّ بعضهم قد ...أنهى وجوه إعجازه إلى ثمانين وجهاً. قال الدكتور فضل حسن عباس: "وإذا كان المسلمون والمنصفون من غيرهم مجمعين على أنّ القرآن كتاب معجز، وهو المعجزة العظمى لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أقول: إذا كان هؤلاء وأولئك متفقين على هذا، ومتفقين كذلك على أنّ بيان القرآن وبلاغته ونَظْمِه من أعظم وجوه إعجازه وأهمّها، فلقد اختلفوا وراء ذلك: فرأى بعضهم أنّ القرآن معجز ببيانه فحسب، وذهب أكثر العلماء إلى أنّ وجوه الأعجار كثيرة ومتعددة؛ فهناك الإعجاز البياني والإعجاز التشريعي والخُلقي، وهناك الإعجاز العلمي... إلى ما هنالك من وجوه الإعجاز، والقائلون بتعدد هذه الوجوه يجمعون على أن الإعجاز البياني هو أعظم هذه الوجوه وأهمها وأعمّها كذلك، فهي مفرقة في القرآن الكريم.
ولقد اعتبر الرمّاني أنّ وجوه الإعجاز القرآن تظهر من سبع جهات، ذكر منها البلاغة، وفصّل منها فقال: "والبلاغة على عشرة أقسام: الإيجاز والتشبيه والاستعارة والتلازم والفواصل والتجانس والتصريف والتضمين والمبالغة وحسن البيان. ثم قال: "الإيجاز تقليل من غير إخلال بالمعنى، وإذا كان المعنى يمكن أن يعبّر عنه بألفاظ كثيرة ويمكن أن يُعبّر عنه بألفاظ قليلة، فالألفاظ القليلة إيجاز.
وبالوقوف عند القراءات القرآنية والتأمل فيها يجد الباحث أنّها تُمثّل وجهاً من وجوه الإعجاز وذلك من خلال أن كل قراءة تسدّ مسدّ آية مستقلة.
فالقراءات القرآنية لون من ألوان الإعجاز، ووجه من وجوهه في هذا الكتاب العظيم، فهي تثري المعاني وتزيدها، وذلك نحو الاختلاف في قراءة قوله تعالى (ولو يرى الذين ظلموا.....) البقرة/156، فقد قرأها نافع وابن عامر ويعقوب وعيسى -أي ابن دردان- بخلاف عنه- أي عن أبي جعفر- بالخطاب، هكذا (ولوترى...) وقرأها الباقون، ومنهم حفص بالغيب، هكذا (ولو يرى...) على أنّ (الذين ظلموا) فاعل. أما القراءة الأولى فالخطاب فيها للنبي صلى الله عليه وسلم والمراد تنبيه غيره، و(الذين ظلموا) مفعول به، فيلاحظ اختلاف المعنى على كل قراءة اختلاف تنوع وتغاير لا اختلاف تناقض وتضاد. فكل قراءة تُثري معنى الآية بالمعاني العظيمة والكثيرة، وكل قراءة تسدّ مسدّ آية مستقلة.
من هنا تأتي هذه الرسالة وموضوعها تفسير القرآن بالقراءات القرآنية العشر, وذلك من أجل إبراز هذا الجانب المعجز للقراءات القرآنيّة وأثرها على التفسير من خلال تفسيرٍ لسور: الفاتحة والبقرة وآل عمران بالقراءات القرآنية العشر. وتبرز أهميّة هذه الدراسة في تناولها هذا الموضوع، إذ أنّ موضوع تفسير القرآن بالقراءات القرآنية إنما هو موضوع جديد لم يتم الحديث عنه بشكل مستقل؛ وإن كانت أصوله موجودة في كتب التفسير والقراءات، بلإضافة إلى ذلك فإنّ أهميّة هذه الدراسة تأتي من أهميّة التفسير في حياة الناس وتأثير القراءات على الاستنباطات الفقهية.
وقد جاء منهج البحث على الشكل التالي: 1- التمهيد للموضوع من خلال الحديث عن القراءات القرآنية وعلاقتها بلإعجاز ووضع مقدمات للتفسير أبرز الباحث من خلالها مَعْنَيْ التفسير والتأويل والفرق بينهما وعلاقة القراءات بالتفسير ومعنَي الأحرف السبعة وفوائدها وعلاقتها بالقراءات، ومعْنَيْ القراءات وأقسامها لتكون مدخلاً للموضوع. 2- بيان أثر القراءات على المعاني من خلال بيان الأثر البلاغي، والأثر البياني، والأثر النحوي، والأثر الفقهي للقراءات القرآنية. 3- وضع تفسير للآيات من سور: الفاتحة والبقرة وآل عمران من خلال الجمع بين القراءات القرآنية الصحيحة في الكلمة الواحدة والتي لها علاقة بالمعاني، ولقد اعتمد الباحث على منهج واحد في التفسير: أ- كتابة الآية القرآنية مدار البحث كاملة ومشكّلة برواية حفص عن عاصم. ب- بيان القراءات المختلفة في الآية بالرجوع لكتب القراءات المشهورة. ت- بيان المعنى اللغوي للقراءات الغريبة بالرجوع إلى كتب اللغة وقواميسها. ث- تفسير الآية تفسيراً مجملاً على الالتزام بالقواعد المقدّرة في التفسير وهي: تفسير القرآن بالقرآن، تفسير القرآن بالسنة، تفسير القرآن بأقول الصحابة والتابعين. تفسير القرآن بمقتضى اللغة والسياق والشرع في إطار ضوابط المفسّرين المعروفة. جـ- بيان العلاقة التفسيرية بين القراءات القرآنية في محاولة لبيان الموضوع، والاجتهاد للوصول إلى الصواب قدر الإمكان. إقرأ المزيد