الدعاية والدعاية السياسية
(0)    
المرتبة: 42,344
تاريخ النشر: 01/04/2002
الناشر: المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر
نبذة نيل وفرات:يوحي عنوان هذا الكتيب منذ البداية بموقف الكاتب العقلاني. إذ أنه وضع "الدعاية" والدعاية السياسية في سلة واحدة. ويتضح هذا الموقف منذ السطور الأولى للمقالة: لا يوجد ثمة فرق جوهري بين الدعاية (التجارية) والدعاية السياسية. وتكون الوسائل المستعملة في نفسها في الدعاية إلا أن الأولى تهدف إلى خلق فعل ...شراء أو استهلاك في حين تهدف الثانية إلى خلق فعل سياسي.
وتسعى الدعايتان إلى توليد تصرفات وتلجآن إلى كل الوسائل الممكنة لتحقيق هذا الهدف. وانطلاقاً من هذا التحديد الذي يعطيه الكاتب، نبرز "سذاجة" التعريف الشائع والمعهود للدعاية السياسية والقائل أنها-أي الدعاية السياسية-"فن الإقناع". ذلك أن الامتناع يفترض ضمناً وجود "الآخر" و"المحاور" أو "الاتصال بالاتجاهين". والمحاور غائب تماماً في الدعاية السياسية. إذ أن الداعية لا يتوجه إطلاقاً إلى "وعي الأفراد ومنطقهم" بل يستخدم "الأفكار المنمطة" ويستفيد من النكوص المنطقي لدى الجمهور وعدم تأهيله الكافي في ميدان المنطق. كما يتوجه أيضاً إلى الغرائز وإلى الركن اللاواعى من الشخصية.
ويجب التوفق، في نظر المؤلف، عن مسألتين مركزيين عالجهما في كتابه بكل صفاء رؤية. مسألة الحقيقة، ودور اللغة في الدعاية السياسية، وفيهما بيّن للقارئ أن الكذب هو "العملة الشائعة" في تعامل الداعية مع الجمهور. وبذلك أسقط الفكرة المنمطة والقائلة بأن "الجمهور قادر على كشف الحقيقة والأخاديع" وأبرز من جديد أهمية الفكرة القديمة التي كتبها الكثيرون، وهي الفكرة التي ارتكزت دوماً إلى الحس السليم والتي لم تر يوماً في الجمهور إلا مجرد "قطيع غنم". وتجدر الإشارة إلى أن غي دورندان-كاتب المقالة- هو صاحب مؤلف حول "أسس الكذب". وقد خصص لدراسة هذا الموضوع عشرين سنة من عمره ليكتشف في النهاية أن الأفراد لا يكذبون لأنهم يجدون متعة في ذلك، بل لحل مشاكلهم الوجودية. ويكون الكذب تماماً كالدعاية السياسية-شكل من الأشكال الممكنة للصراع من أجل البقاء. أما أهمية مقالته هذه فتقوم على طرحها الضمني لمسألة الانتماء السياسي ولمسألة العقائد و"العقائديين". إقرأ المزيد