إدمان السياسة ؛ سيرة: من القومية للماركسية للديمقراطية
(0)    
المرتبة: 126,100
تاريخ النشر: 01/11/2013
الناشر: مؤسسة العارف للمطبوعات
نبذة نيل وفرات:أدمن السياسة... فقادته على دروبها الوعرة والتي تؤدي حيناً إلى القمة وفي معظم الأوقات إلى الهاوية، سلك تلك الدروب التي مشت به ولم يمشى بها... إذ هي أخذته بيده ليمشي سالكاً طرقاً متقاطعة... من القومية الماركسية للديموقراطية... وصاحب السيرة.. وإلى هذا... هو جورج كتن كانت مقدسي المولد، سوري النشأة ...والحياة والتطلعات والنشاطات والممارسات... والتوجهات الفكرية والتطلعات السياسية. ولد في القدس عام 1940... رحل مع أهله مع من رحلوا في زمن النكبة إلى سورية فكانت الإقامة في دمشق... وعلى الرغم من إختصاصه العملي هو العلوم الزراعية التي حصل شهادتها في البكالوريوس من جامعة عين شمس - القاهرة؛ إلا أن هذا لم يؤثر على عطاءاته الفكرية والسياسية إذ انه اتجه إلى الكتابة، حيث كتب في العديد من الصحف والآن يمارس ذلك على المواقع الإلكترونية التي تدخل في مجال السياسة العربية... وهو يقول في مقدمة سيرته هذه بأن حياته كانت حافلة بأحداث متلاحقة من نكبة وهجرة ولجوء وإنتقال من بلد لآخر وسجون ومحاكمات وتطور فكري وثقافي وسياسي مع أصدقاء ذوي أنماط وتوجهات مختلفة؛ إلا أن كلاًّ ترك أثره فيها، وظروف وأحداث تعاقبت عليه... إلا أن ذلك لم يمنع من أن يكون لإختياره دور في توجيه حياته إلى الوجهة التي قصدها... وقد تكون الولادة والطفولة في القدس... ثم قضاء السنين الأولى من العمر في دمشق الخمسينيات الحافلة بالسياسة قد حددت الطريق منذ البداية... ولكن لا يمكن وبالنسبة له تجاهل دور الإختيار الحر وإمكانية توفر الفرص التي أتيحت له في حينها، لخيار مغاير، فهل ساوره ندم خلال مسيرته تلك على إختياراته؟!!! ويقول بأنها قليلة لحظات الندم تلك... والأغلب لديه... كان الشعور بأن الحياة لها مغزى وهدف قد يتغير في أي حين؛ لكنه ينطلق دائماً من فهم أنه الهدف الأفضل لغالبية المجتمع المعاش ضمن إطاره. كانت الصداقة هي البديل المتوفر لديه بدل الصلات العائلية... فالتشتت لعب دوره في عدم التمتع بذلك.
ومشى دربه تلك تجربة... فشل... ونهوض... البداية كانت بمثابة أوهام يتبنى أيديولوجيا محددة؛ قومية أولاً ثم إشتراكية فيما بعد سرعان ما تحطمت على صخرة واقع التطور الإنساني الذي لا تحكمه قوانين مسبقة ولا ثوابت فكرية جامدة كما كان يظن؛ بل يخط طريقة بتأثير عوامل متضافرة ومجتمعة دون أن يكون لأحدهما أفضلية على الآخر في التأثير على مجرى الحياة. تعلم صاحب هذه السيرة من تجربة طويلة الرمي بما سمي "ثوابت" جانباً، والنظر بالدرجة الأولى للمتغيرات التي لا تغير شكل الحياة فقط، بل ومضمونها أيضاً. وإلى هذا، فقد كان خطأه الرئيس الأول على ما يقارب عقدين من الزمن، التعلق بالإيديولوجيا، والخطأ الثاني قبوله، وبتأثير من تبني الإيديولوجيا، تأصيل الديموقراطية لمرحلة تالية قادمة بعد إستنفاذ الأهداف "الثابتة" كالتحرير والوحدة والإشتراكية... التي من خلالها يمكن تحرير فلسطين، وهو الهدف الرئيسي الذي كان يصبو إليه... إلا أن ذلك كله إنزاح تحت وطأة هزيمة حزيران "النكسة"... ليتعلم وإثر تجارب طويلة مرّ بها ضرورة عدم الإستغراق في الإيديولوجيا... ونقد أية أفكار منتشرة ومقبولة... وأولها نقد الماركسية من داخلها قبل إنهيار المنظومة الإشتراكية العالمية، ومن خارجها بعد إنهيارها المدوي...
كما قام بإعادة تقييم القومية العربية التي كان قد تبناها سابقاً، لينتقل من ثم للكتابة السياسية... عندما أصبح ذلك ممكناً في ظروف المقمع المسلط على المجتمع السوري، لما للكتابة من قدرة على إيصال الأفكار والتحليلات السياسية لأكبر عدد من المهتمين لينخرط بذلك، وبعد تبنيه الديموقراطية، لأنها أثبتت، وبعد إنهيار الإمبراطورية السوفييتيه، أنها النظام الوحيد الذي يمكّن البشر من ممارسة حياتهم على أفضل وجه، والوسيلة لتحقيق الأهداف الأخرى للجميع بلا تمييز، وبناء على ذلك قام بالإنخراط في نشاطات ما سمي "بربيع دمشق" في أوائل القرن الجديد بشكل مستقل دون الإلتزام بجهة سياسية ما، بقناعة أن الفلسطيني في سوريا قضيته الرئيسية العمل في إطار المجتمع السوري من أجل ديموقراطية علمانية. وكان ذلك بكتابات منفردة أو مشتركة تلتزم بالديموقراطية كتوجه رئيسي، وتتناول الأحداث بالتحليل وتشخص نتائجها بروح نقدية لكافة التيارات السياسية الفاعلة على الساحة السورية خاصة، والعربية والكردية عامة، ومنها نقد تيار الإسلام السياسي والتيار القومي اليساري، ولم يسلم من النقد لديه التيار الديموقراطي العلماني نفسه المعارض للنظام. رحلة طويلة مثيرة وثرية بالأفكار والتطلعات السياسية والهدف من وراء تدوين تفاصيلها هو الأمل أن تكون بمثابة سيرة سياسية تلخص تجربة شخصية، بالإضافة إلى كتابات سياسية في مواضيع مختلفة لتكون نقطة في بحر الديموقراطية التي، وبرأيه، سيكون المستقبل لها في دول المنطقة، والتي أعيق تطورها ولحاقها بالمسيرة الإنسانية الظافرة. إقرأ المزيد