تاريخ النشر: 01/11/2013
الناشر: مؤسسة العارف للمطبوعات
نبذة الناشر:"الزمن المستحيل" نصَ روائي استثنائي- صياغة وثيمة- لقصاصة وشاعرة عراقية مغتربة بلندن.. وفاء عبد الرزاق.. سافرت طويلاً في الشعر فصيحه وشعبيه، وفي السرد القصصي والروائي بشاعرية باذجة. كما جابت عميقا تضاريس النفس البشرية، بحثاً عن الإنسان فينا، ملتزمة بقضايا الإنسان والإبداع والسلام، حاضنة للأيتام وأطفال الشوارع.. سفيرة للنوايا الحسنة.. وراعية ...للفضائل الإنسانية، في وقت تعج فيه المكتبات والقنوات الفضائية بتعويذات السحر، ووصفات الطبخ، وأجساد معافاة لمطربات ومطربين ومصارعي الثيران والبشر.
من أقدر منها، إذن، على فك طلاسم المستحيل، وفضخ عمى الإنسانية، وإعاقات القلب وقحط الضمير، في زمن شديد الإعاقة لا تسعف فيه العبارة، إلا إذا اقترنت بقلب مرهف تجرحه رفرفة جناح فراشة أضناها عشق الضوء. و"أجمل ضوء لمعرفة العالم هو الكتابة.. حين تكتب، هذا يعني أنت تماماً على أولى عتبات النهار". وحين يتحول الحزن المستحيل إلى تباشير فرح عارم، يعرج المعطَلون جسداً وروحاً خطوة نحو الضوء وشلالات نور الأمل الرابض خلف جليد اليأس والبؤس والقنوط وقسوة العزلة القاتلة.
أمام أنانية "الأسوياء" وعجرفتهم وتسلطهم وغياباتهم الدائمة حدَ الفقَد، ينحاز صوت أبطال الرواية المعاقين مجلجلا ومدويا ليمكر يخطاب السلطة و"الشفقة" و"الشرائع"، لفتح كوة نور وفرح لا يعلم مقاسها الفادح إلا "المعاق".. لا شيء يقف في وجه الإعاقة غير تكبيلات الجسد العليل، أما الروح فمنذورة للمبادرة، وتملك من الإختيارات المسئولة ما يدين غرور "السوي"، ويجعل من الضحية شخصاً قادراًر-رغم ضعفه وبسبب ضعفه- على الإفلات من شرنقة العتمة، وهزم جلادية الواقعيين والرمزيين.. هزمهم بالريشة والقلم وروح المبادرة والإرادة الحرة: "أنا عنقود الأحمدي نزيل دار رعاية ذوي الإحتياجات الخاصة، اعلَم الآن في حصص الرسم من له رغبة في ذلك، وأشجع ذوي المواهب الجدد لأعينهم على تقبل الإعاقة برحابة صدر... (لقد طرت يا ابي بجسدي وروحي خارج العتمة)، بل لقد جعل البطل من الكتابة.. كتابة رواية.. ضرورة حميمة و"إنفتاح كلي للروح والجسد" على حد تعبير فرانز كافكا. بهذه الروح الكافكاوية، أخذت الرواية معول الهدم لتحطيم طابوهات الإعاقة، وتهشيم جليد الصمت المطبق المستحكم حولها.
د. عبد النبي ذاكر. إقرأ المزيد