الملك فيصل ؛ مسيرة في صورة
(0)    
المرتبة: 45,610
تاريخ النشر: 04/07/2013
الناشر: دار الحكمة
نبذة نيل وفرات:هو فيصل بن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل بن تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود. الابن الثالث من أبناء الملك عبد العزيز آل سعود، بعد تركي بن عبد العزيز، وسعود بن عبد العزيز. أطلق عليه لقب "أسد الجزيرة" واعتبر بمثابة الرمز التاريخي للتضامن والوحدة الاسلامية. ...وهو الحاكم الخامس عشر من آل سعود، والثالث في المملكة العربية السعودية الحديثة. امتد حكمه من عام 1384هـ حتى عام 1359هـ/1964م–1975م. وسماه الملك عبد العزيز فيصلاً، لأنه كان معجباً بجده الامام فيصل بن تركي بن عبد الله آل سعود المتوفي سنة 1282هـ/1865م، والذي كان شجاعاً وداهية وصاحب عزيمة قوية، وحسبه أنه استعاد الملك السعودي مرتين بعد ضياعه، ثم ثبته. وكان الملك عبد العزيز منذ صغره يحب أن يتشبه به، وكان يعتز بانتسابه اليه، وينتخي في الشدائد والمعارك بقوله: "أنا ابن فيصل"! فلما رزقه الله بابنه الثالث قال: "سميته، على بركة الله، باسم جده: فيصل". وتمر الأيام، وتظهر على فيصل بن عبد العزيز مخايل النجابة، فيقول الاب فخوراً: "كنا على حق، حين سميناه وباسم جده فيصل".
من هنا، فإن الكتابة عن حياة الملك فيصل بن عبد العزيز ليس أبداً بالأمر السهل؛ ذلك أنها على جانب كبير من السعة والثراء بحيث لا يستطيع أي كاتب مبدع حشد كل الجوانب لهذا الرجل السياسية والشخصيىة ضمن كتاب. وكذلك لا يمكنه اعطاء صورة شاملة لمسيرته الملأى بروح التحدي والمغامرة المحسوبة في زمن تكوين المملكة العربية السعودية وولادتها. كان ابناً للصحراء، يقظاً لمتاهاتها، وعرف منذ طفولته بالنباهة والفطنة والفراسة، ولهذا رعاه والده الملك عبد العزيز آل سعود ورسم له مستقبلاً صار فيما بعد قواعد لبناء الدولة العصرية الحديثة. وعندما شبّ لم يعرف العبث واللهو كأي من أبناء الملوك والأباطرة، بل شعر منذ صباه بأن أمامه رسالة ومهمة كبيرة، وأن عليه أن يتجند لها بكل أنواع الأسلحة، وفي مقدمتها سلاح الوعي والمعرفة. وقد وجد أمامه مهمة كبيرة تتمثل في كسر طوق عزلة الصحراء، وأدرك أن تلك المهمة لن تنجح إلا بالكفاح والانطلاق الى ذلك العالم المجهول الذي اسمه "حضارة الغرب" فتنكب الرحال، وتنقل بين عواصم العالم الذي كانت تمزقه فوضى حربين مدمرتين آنذاك. فقابل كبار مهندسي السياسة العالمية في أميركا وفرنسا وبريطانيا، وتحاور معهم في تأسسيس دولته الفتية، وقضية أمته "فلسطين" وبذلك أصبح أول مهندس للدبلوماسية العربية.. كان قائداً سياسياً بارعاً قبل أن يصبح ملكاً، حمل مشروعاً حضارياً لوطنه من أجل القضاء على التخلف الاقتصادي والثقافي، ففتح المدارس وبنى المستشفيات، وألقى الرقّ المتوارث، وحرر المرأة، وأعاد لها كرامتها ودورها في الحياة السعودية. وظل طوال حياته رافعاً لواء تحرير "القدس" بوصفه رمزاً للعروبة والإسلام، وكان يتمنى أن يصلي في المسجد الأقصى بعد تحريره من أغلال المحتلين اليهود… ومهما كتب المؤرخون، والمحللون في سيرة هذا القائد، فسوف تظل هنالك جوانب كثيرة في سياساته وشخصيته بحاجة الى مزيد من الكشف والتحليل. وليست هذه الصفحات سوى محاولة بسيطة لتقديم هذا الرمز العربي والاسلامي اللامع بوصفه أحد فاتحي طريق التقدم والتمدن على أسس من قيم العروبة والاسلام التي تستند اليها دلوته، وعائلته السعودية التي تقود بلادها نحو الخير والتقدم والاطمئنان. إقرأ المزيد