التعددية في المجتمع البريطاني مع دراسة ميدانية خاصة بالجالية العراقية في لندن
(0)    
المرتبة: 321,003
تاريخ النشر: 01/07/2013
الناشر: دار الحكمة
نبذة نيل وفرات:تميزت بريطانيا عبر تاريخها العريق بتعدديتها الثقافية، التي هي نتاج النماذج الثقافي الروماني والإغريقي والجرماني، منذ بداية الألفية الاولى وخلال قرون عديدة استقرت بها أقوام متنوعة، إما من خلال عمليات الغزو والإحتلال، أو هرباً من الإضطهاد والسياسي أو الديني بحثاً عن أفضل الفرص.
وبعد أن نعمت بريطانيا بإستقرار نسبي لعدم ...تعرضها لغزوات خارجية منذ نهاية القرن العاشر، ومع تصاعد حركات التنوير وإنتزاع القدسية عن الملك ورجال الدين، وبعد أن اتضحت الحدود بين الملكية والكنيسة، انتشرت المفاهيم الإنسانية والحضارية المدعومة بقوانين وأسس قيام الدولة.
وقد لعب الفلاسفة والمفكرون دوراً رائداً في ترسيخ النظام الليبرالي الديموقراطي ونشأة الدولة، وقد أدت التطورات إلى نتائج إيجابية، ازدهرت بريطانيا من خلالها وغدت في القرن التاسع عشر الدولة التجارية والصناعية الاولى، أما بريطانيا اليوم فهي تتكون من أربعة بلدان متحدة هي إنكلترة، إيرلندا الشمالية، اسكتلندا، دويلز، وبحكم سيطرتها السابقة على العديد من الدول والمستعمرات، اكتسبت بريطانيا صفة التعددية وأصبح لها تجربة مميزة في هذا المجال.
فقد أصبحت الهجرة إلى بريطانيا اليوم تشكل معضلة أساسية وقضية سياسية بسبب تزايد أعداد المهاجرين من مختلف دول العالم، وأدت السياسة المتسامحة للدولة ولا سيما التوسع في مجال الحريات العامة وإحترام المواثيق الدولية وقيم حقوق الإنسان، إلى إرتفاع عدد طالبي اللجوء إلى بريطانيا.
وبعد أن استقرت العديد من الجاليات في بريطانيا بدوافع متعددة، وأخذت تتدمج تدريجياً مع المجتمع بدرجات متباينة، أصبح لها دور ونفوذ متزايد في التفاعل الحضاري والتعايش السلمي في إطار المجتمع الكبير، وإن الأحداث التاريخية والسياسية والإجتماعية قد فرضت مفاهيم جديدة أدت إلى إيجاد واقع يتميز بالطابع الثقافي والحضاري المتنوع، وفي تعزيز الحوار والتعايش والإلتزام بمبادئ حقوق الإنسان.
وإلى هذا فإن تجربة التعددية الثقافية وبعد أن تتبنت الحكومة البريطانية فكرة التواصل والحوار بين الثقافات المتعددة إنطلاقاً من حقيقة الواقع الثقافي المتنوع، وإيماناً بأن هذا التنوع يسهم في إثراء الحياة الثقافية في بريطانيا، غدت تجربة التعددية الثقافية فيها تمثل شكلاً متداخلاً بين السياسي والإجتماعي والديني إلى درجة فريدة تميزت بها عن بعض دول العالم التي تتبنى مبدأ التعددية في سياساتها العامة.
من هنا، تأتي أهمية هذا البحث كمحاولة لدراسة فلسفة التعددية، وتحليل طبيعة التنوع الذي يشهده المجتمع البريطاني، والتركيز على دور نماذج الثقافات المتنوعة في تحقيق السلم الإجتماعي والإستقرار في المجتمع البريطاني، ثم تخصيص الباب الأول من هذا البحث لدراسة أصول فلسفة التعددية، وتغطية الجوانب النظرية لفلسفة التعددية في مراحلها المتنوعة مع آراء بعض الفلاسفة، وصولاً إلى الوضع الحالي للتعددية، وتغطية الجوانب النظرية لفلسفة التعددية في مراحلها المتنوعة مع بعض آراء بعض الفلاسفة، وصولاً إلى الوضع الحالي للتعددية في إطار المجتمع البريطاني، وتم تخصيص الباب الثاني من هذا البحث للدراسة الميدانية الخاصة بالجالية العراقية في لندن، بإعتبارها ضمن تشكيلة التعددية الثقافية في بريطانيا، ولها أهميتها وصلتها الوثيقة بمسار البحث.
أما المصادر التي اعتمدها الباحث، فقد كان إعتماده على الكتب بالدرجة الأولى كمصادر موثوقة، ثم رصد ما تناولت الصحف والمجلات ووسائل الإعلام المرئية، من مواضيع لها صلة بالبحث، إضافة إلى إجراء بعض المقابلات الشخصية مع بعض أفراد الجالية بهدف معرفة مدى آفاق عملية الإندماج الإجتماعي وما يرافقها من مشاكل، كما تمت الإستعانة ببعض المحلات العلمية الدورية وما تصدره المراكز الثقافية للجالية العراقية في بريطانيا من معلومات وبيانات تخص الجالية. إقرأ المزيد