تاريخ النشر: 06/06/2013
الناشر: منشورات ضفاف، منشورات الاختلاف
نبذة الناشر:يعد الخطاب المسرحي عنصراً أساسياً من عناصر التأسيس المعرفي، وهو أداة تفاعلية تتفرد عن الفنون الأخرى بالقدرة الواسعة على بلوغ غاياتها وإيصالها بشكل دقيق وعميق ومؤثر إلى المتلقي.
ومن مظاهر هذه القدرة التي يمتلكها الخطاب المسرحي هو ثراء أدواته الإيصالية بين خطاب تدويني قرائي زاخر بالدلالات (نص) وخطاب سمعي وبصري (عرض).
إن ...ثراء النص كخطاب فكري وجمالي، وما يتمخض عنه من (صورة درامية)، تنتج عن مفردة الجسد بشكل خاص، وما تنسجه مخيلة المؤلف من مفردات أخرى لا يمكن أن يستوعب وجودها إلا بيئة النص - كما هو في تلك المفردات الصورية التي تعج بها نصوص مسرح اللامعقول- كان دافعاً من وراء هذه الدراسة التي جمعت بين محورين مركزيين في إنتاج الصورة الدرامية.
الأول يتمثل بمعطيات المسرح اليوناني التي احتل فيها الجسد مكانته البارزة بعدّه متحركاً بصرياً يمتلك سيادته في إغناء الخطاب الدرامي، والثاني يرتبط بمسرح اللامعقول لما يميز الصورة الدرامية فيه من جموح بالخيال، وكسر للمألوف، وخرق للتوقعات.
ومن ضمن مساعي هذه الدراسة، هو تحقيق قراءة جديدة في هذا المجال المعرفي، إذ لم تركز الدراسات السابقة على الجسد إلا من خلال دوره الفكري والجمالي في بناء العرض المسرحي من خلال التمثيل الصامت، أو من خلال عنصري الحركة والرقص.
على خلاف ذلك - ستعمل هذه الدراسة على محاولة رصد فعل الجسد وقراءة هذا الفعل وإنطاقه بوصفه جزءاً لا يتجزأ من أدوات الخطاب التي يتضمنها النص والتي تساهم مع بعضها البعض في إثراء الجانب الدلالي، كما وستتجه إلى رصد التحولات التي طرأت على الخطاب الجسدي وما خضع إليه من متغيرات عبر تطور الفكر المسرحي اليوناني بغية تأسيس فهم واضع لدوره في بناء الخطاب العام للنص. إقرأ المزيد