لقد تمت الاضافة بنجاح
تعديل العربة إتمام عملية الشراء
×
كتب ورقية
كتب الكترونية
كتب صوتية
English books
أطفال وناشئة
وسائل تعليمية
متجر الهدايا
شحن مجاني
اشتراكات
بحث متقدم
نيل وفرات
حسابك لائحة الأمنيات عربة التسوق نشرة الإصدارات
0

العتبات

(0)    التعليقات: 0 المرتبة: 120,345

العتبات
6.00$
الكمية:
العتبات
تاريخ النشر: 20/05/2013
الناشر: الأهلية للنشر والتوزيع
النوع: ورقي غلاف عادي
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:اتبعت العواء الذي كان يدعوها... مشت نحوه... كانت تسخر من حالها الذي وصلت إليه، وكأنهم كانوا ينتظرون إستقرارها مع الحجر، لينفضّوا عنها... لم يعودوا يسمعونها... لم تر الجدّة منذ أيام، وحتى أبوها غادر يبحث عن حكاية جديدة، وحدها بقيت، والقمر منتصف الشهر، وعواء يأتيها كأنه داع لها، كأنه يلوّح ...بكل زخم الأحلام والذكريات والأمنيات التي عايشنها داخل صخور الكهف...
بدأت المشي... كان مسيرها قلقاً، وقلبها ينبض مع كل خطوة تسير به نحو والدرب منيرة أمامها كأن الدنيا صارت نهاراً، وكأن ما حولها أموات لا يحسّون بحركتها... تجاوزت البيوت الحجرية... مرّت أمام بيت الله تعالى وحجرة العروسين، بقي هذا الإسم حتى بعد أن تعدد الزواجات وكثرت البيوت، صار حوزة خاصة بالمؤذن وشفق... لوحت بيدها نحو تلك الجهة، ومرت على نبع الماء حيث شربت جرعة منه، ثم تابعت صمودها... مرت على الكهوف واحداً واحداً... ألفت السلام عليها: (سلام قولاً من رب رحيم...)، كأنها مقبرة تتربع في تلك الكتلة الجبلية، وتحمل داخل جنباتها رفات أيام أهل "أم العرقان"، وبقايا من أرواحهم، بينما مداخلها شواهد على عائلات بأكملها تم دفن ذكرها في جوف كهوفها... أكملت سلامها عليهم: "أنتم السابقون ونحن اللاحقون..."... أحست كأن هناك من يرد عليها، وتوهمت أيدي تلوح لها من داخل الكهوف... تابعت حركة كانت تتذكرها بين تلك الأماكن التي فارقتها، وكيف كان هذا الجانب من القرية يعج بالناس، وبحركتهم، وتزاورهم كل يوم، بينما عندما يحلّ الشتاء وتبدأ السماء بسكب دمع اختزن في عيونها، ترميه رذاذاً في البداية على "أم العرقان"، يصطدم بالصخر فيسمعون صداه، يفرحون فيخرجون من كهوفهم، يرفعون أيديهم دعاء في البدء، ثم تأخذهم نشوة المطر فتتراقص أجسادهم ويكون حفلاً عند كل مجيء لمزيد من هذا السائل المبارك...
كان يحدث هذا مع أول زخة مطر تحلّ ضيفة على القرية، ثم بعدها يتوالى المطرن فيزداد، يتنامى يشتد، ولا تعود النفوس تطبق أن تخرج من بين الصخر لعمل أي شيء تحت أية مظلة، فيعتكفون داخل كهوفهم حول نيران القصص التي يبتكرها في أشهر الشتاء، غير أنهم يسأمون سريعاً، فكان أن بدأوا ذات شتاء يحفرون داخل كهوفهم، ممتدين بها إلى عمق الجبل، وبعضهم أوصله الحفر إلى نقطة ملتقى مع كهوف أخرى لجيران له، أو مع سراديب مهجورة في بطن الجبل، كانوا كل شتاء يتوسعون، ويتقرعون في الحفر، فصارت بيوتهم كأنها "عروق" وشرايين متشعبة في جسد الجبل، وصار لا يهمهم شتاء ولا صيف، فللكهوف مداخل ومخارج عديدة، بعضها وصل إلى الجهة الأخرى من الجبل، ولذا تغير اسمها على ألسنة أهلها، ومن زارهم من القرى الأخرى لتصير "أم العرقان".
تابعت المشي وهي تعيد سيرة القرية الأولى، وعواء الذاكرة لا يتوقف، والبدر مستدير، بينما قدماها تعرفان أين تتجهان... تمر من أمام الكهوف... تسرع عندما تغترب من كهفها الذي فارقته قبل أسابيع... يشتد العواء، فتسرع أكثر... تصل إليه وهي تلهث ليس من تعبٍ، بل من إشتياق، تدخل، تنظر نحو البيوت التي خلفتها وراءها، كان آخر ما رأته، قبل أن تغيب في الكهف...".
حلم لم يفارق سعدي وكأنه ثقل قاتم غشّ على روحها وذلك منذ سمعت بشرط أيها الوراق على العزيز لزواج ابنه من أختها شفق بناء الجامع والحجر لشفق... سرى خبر الحلم وأصبحت كل القرية تدري بتفاصيله، وكان كأن مساً من جنون أصاب سعدي فصارت تقول حلمها لكل من تلتقيه... تبدأ بالقول: ستنهار الجبال التي حولنا... من هناك... ستتساقط حبارة من سجيل فوق رؤوسنا... ويتحقق حلم سعدي، وتختفي كهوف "أم العرقان" وتصبح قصة يرويها الدوّاج.. "الآن يا إخوان... في قرية اسمها "أم العرقان" تغير مزاجها وتحول عرف سكانها واختلفت بيوتها، بعد زواج ابني من ابنة الوراق... "أضحت بيوتها هجرية... ويأتي التركي ورأى وكأن المكان مهيأ له وأشاد صرحاً... "ملعونة هي السياسة... هؤلاء الأتراك مرض بأساطيرهم القديمة وما زالوا يعتبروننا أتباع دولتهم...". بدلوا معالم أم العرقان التي كان يعيش أبناءها بأمان وهدوء في كهوفهم... أصبحت بيوتهم من الحجارة... تمدنوا وكان ثمن ذلك أمانهم بعد أن عاش الدرك إلا تراك فساداً في قريتهم، وقتلاً في رجالهم...
ذكريات أليمة وعتها ذاكرة الوراق ويروي فصولها في كتاب عتيق هو الإرث الذي تركه... كي يعرف الجميع قصة تلك القرية الساكنة في البعيد... والتي أصبحت لها صورة باهته بعد أن كانت ملأ العين والنظر...

إقرأ المزيد
العتبات
العتبات
(0)    التعليقات: 0 المرتبة: 120,345

تاريخ النشر: 20/05/2013
الناشر: الأهلية للنشر والتوزيع
النوع: ورقي غلاف عادي
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:اتبعت العواء الذي كان يدعوها... مشت نحوه... كانت تسخر من حالها الذي وصلت إليه، وكأنهم كانوا ينتظرون إستقرارها مع الحجر، لينفضّوا عنها... لم يعودوا يسمعونها... لم تر الجدّة منذ أيام، وحتى أبوها غادر يبحث عن حكاية جديدة، وحدها بقيت، والقمر منتصف الشهر، وعواء يأتيها كأنه داع لها، كأنه يلوّح ...بكل زخم الأحلام والذكريات والأمنيات التي عايشنها داخل صخور الكهف...
بدأت المشي... كان مسيرها قلقاً، وقلبها ينبض مع كل خطوة تسير به نحو والدرب منيرة أمامها كأن الدنيا صارت نهاراً، وكأن ما حولها أموات لا يحسّون بحركتها... تجاوزت البيوت الحجرية... مرّت أمام بيت الله تعالى وحجرة العروسين، بقي هذا الإسم حتى بعد أن تعدد الزواجات وكثرت البيوت، صار حوزة خاصة بالمؤذن وشفق... لوحت بيدها نحو تلك الجهة، ومرت على نبع الماء حيث شربت جرعة منه، ثم تابعت صمودها... مرت على الكهوف واحداً واحداً... ألفت السلام عليها: (سلام قولاً من رب رحيم...)، كأنها مقبرة تتربع في تلك الكتلة الجبلية، وتحمل داخل جنباتها رفات أيام أهل "أم العرقان"، وبقايا من أرواحهم، بينما مداخلها شواهد على عائلات بأكملها تم دفن ذكرها في جوف كهوفها... أكملت سلامها عليهم: "أنتم السابقون ونحن اللاحقون..."... أحست كأن هناك من يرد عليها، وتوهمت أيدي تلوح لها من داخل الكهوف... تابعت حركة كانت تتذكرها بين تلك الأماكن التي فارقتها، وكيف كان هذا الجانب من القرية يعج بالناس، وبحركتهم، وتزاورهم كل يوم، بينما عندما يحلّ الشتاء وتبدأ السماء بسكب دمع اختزن في عيونها، ترميه رذاذاً في البداية على "أم العرقان"، يصطدم بالصخر فيسمعون صداه، يفرحون فيخرجون من كهوفهم، يرفعون أيديهم دعاء في البدء، ثم تأخذهم نشوة المطر فتتراقص أجسادهم ويكون حفلاً عند كل مجيء لمزيد من هذا السائل المبارك...
كان يحدث هذا مع أول زخة مطر تحلّ ضيفة على القرية، ثم بعدها يتوالى المطرن فيزداد، يتنامى يشتد، ولا تعود النفوس تطبق أن تخرج من بين الصخر لعمل أي شيء تحت أية مظلة، فيعتكفون داخل كهوفهم حول نيران القصص التي يبتكرها في أشهر الشتاء، غير أنهم يسأمون سريعاً، فكان أن بدأوا ذات شتاء يحفرون داخل كهوفهم، ممتدين بها إلى عمق الجبل، وبعضهم أوصله الحفر إلى نقطة ملتقى مع كهوف أخرى لجيران له، أو مع سراديب مهجورة في بطن الجبل، كانوا كل شتاء يتوسعون، ويتقرعون في الحفر، فصارت بيوتهم كأنها "عروق" وشرايين متشعبة في جسد الجبل، وصار لا يهمهم شتاء ولا صيف، فللكهوف مداخل ومخارج عديدة، بعضها وصل إلى الجهة الأخرى من الجبل، ولذا تغير اسمها على ألسنة أهلها، ومن زارهم من القرى الأخرى لتصير "أم العرقان".
تابعت المشي وهي تعيد سيرة القرية الأولى، وعواء الذاكرة لا يتوقف، والبدر مستدير، بينما قدماها تعرفان أين تتجهان... تمر من أمام الكهوف... تسرع عندما تغترب من كهفها الذي فارقته قبل أسابيع... يشتد العواء، فتسرع أكثر... تصل إليه وهي تلهث ليس من تعبٍ، بل من إشتياق، تدخل، تنظر نحو البيوت التي خلفتها وراءها، كان آخر ما رأته، قبل أن تغيب في الكهف...".
حلم لم يفارق سعدي وكأنه ثقل قاتم غشّ على روحها وذلك منذ سمعت بشرط أيها الوراق على العزيز لزواج ابنه من أختها شفق بناء الجامع والحجر لشفق... سرى خبر الحلم وأصبحت كل القرية تدري بتفاصيله، وكان كأن مساً من جنون أصاب سعدي فصارت تقول حلمها لكل من تلتقيه... تبدأ بالقول: ستنهار الجبال التي حولنا... من هناك... ستتساقط حبارة من سجيل فوق رؤوسنا... ويتحقق حلم سعدي، وتختفي كهوف "أم العرقان" وتصبح قصة يرويها الدوّاج.. "الآن يا إخوان... في قرية اسمها "أم العرقان" تغير مزاجها وتحول عرف سكانها واختلفت بيوتها، بعد زواج ابني من ابنة الوراق... "أضحت بيوتها هجرية... ويأتي التركي ورأى وكأن المكان مهيأ له وأشاد صرحاً... "ملعونة هي السياسة... هؤلاء الأتراك مرض بأساطيرهم القديمة وما زالوا يعتبروننا أتباع دولتهم...". بدلوا معالم أم العرقان التي كان يعيش أبناءها بأمان وهدوء في كهوفهم... أصبحت بيوتهم من الحجارة... تمدنوا وكان ثمن ذلك أمانهم بعد أن عاش الدرك إلا تراك فساداً في قريتهم، وقتلاً في رجالهم...
ذكريات أليمة وعتها ذاكرة الوراق ويروي فصولها في كتاب عتيق هو الإرث الذي تركه... كي يعرف الجميع قصة تلك القرية الساكنة في البعيد... والتي أصبحت لها صورة باهته بعد أن كانت ملأ العين والنظر...

إقرأ المزيد
6.00$
الكمية:
العتبات

  • الزبائن الذين اشتروا هذا البند اشتروا أيضاً
  • الزبائن الذين شاهدوا هذا البند شاهدوا أيضاً

معلومات إضافية عن الكتاب

لغة: عربي
طبعة: 1
حجم: 21×14
عدد الصفحات: 158
مجلدات: 1
ردمك: 9786589095552

أبرز التعليقات
أكتب تعليقاتك وشارك أراءك مع الأخرين