تاريخ النشر: 03/04/2013
الناشر: بيسان للنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:لعل الإشكالية الأولى التي تثيرها قراءة "سيد واوي" للروائي هاني الحجي، هي إشكالية الخطاب المجتمعي السائد في المجتمعات التقليدية، والذي يكون المعتقد والثوابت الإطار الذي يحدد خط سير الأفراد المنتمين إليها. وهنا تبرز براعة الأديب حين يستقي من الوقائع والأحداث، مادة للعمل القصصي، ويعيد تشكيلها وفق آلية معينة، فتغدو ...الرواية بمثابة نقد وبناء في نفس الوقت.
في هذا الإطار المرجعي، ترصد قصص المجموعة طبيعة العلاقات بين مجموعة من الشخصيات بفرض المعتقد والإيمان بالغيب –ظاهرة الإمام المنتظر- منطقها على شخصيات الرواية وعلاقاتها كما في "سيد واوي"، فتتيه الشخصيات بين واقع ملموس تعيشه، وبين الإيمان بفكرة مثالية يتحقق معها العدل الإلهي حالما يكون وجودها واقعاً متحققاً على الأرض وما على المؤمنين إلا تحمل المصاعب في انتظار تلك المعجزة، يتمظهر ذلك في الرواية بنوع من السخريو المريرة فالسيد واوي استطاع إقناع الكل أنه يعرف مكان المهدي المنتظر وإذا لم يوالوه فإنه سوف يكشف السر للأمريكان: "أنتو تدرون ليش أمريكا احتلك العراق؟ لأنها جاية تدور على الإمام المهدي وأنا بكشف لهم السر وبدليهم على السرداب.."!. وكادت تنسب معركة بين الحضور أشعلتها كلمات سيد واوي وتهديده في فتح دهاليز السراديب للقوات الأمريكية حتى تبحث عن المنتظر، وبين بين الحضور يتعالى صوت: يا جماعة إذا سلَم السرداب فبعض الساسة سلموا العراق لأمريكا".
وبين البداية والنهاية، تتوالى القصص، وتنهمر المشاهد، التي يدرك القارئ معها، أن الأدب هو في كل عصر شاهداً على عصر معين، ومرآة لواقع متحول، نجح "هاني الحجي" في استنطاقه، عبر نصوصه، وحافظ على التوازن الدقيق بين الواقع والفكر على صعوبة هذه المهمة...
يضم الكتاب خمسة عشرة قصة قصيرة نذكر من العناوين: "سيد واوي"، "قبعة ابن ملجم"، "زوجتي والبقرة وأمريكا"، "رائحة الجروح"، "أول يوم في حياة ملا"...الخ. إقرأ المزيد