مواطنون من جنسية قيد الدرس - مجموعة قصصية -
(0)    
المرتبة: 118,240
تاريخ النشر: 02/04/2013
الناشر: دار الفارابي
حمّل iKitab (أجهزة لوحية وهواتف ذكية)


نبذة نيل وفرات:"انتهى الآن اللدّ والنزال، وهدأت السيوف عند جوفك المبتور الدامي، الدماء تسيل من صدرك المثقوب على جسدك المثخن بالجراح، أنت نقطة سوداء مضيئة من الداخل، ضائعة في أحشاء هذا الليل العريض، ليل الصحراء، وغلامك أين هو؟ هل انتهى مثلك، بعينيك سجن نحوه، وسيفك يلمع تحت التراب، تريد أن ترد ...عنه طعنات الأعداء، لكنه كان هامداً تحت حشائش الليل، والهواء الغربي يأتي من جوف الصحراء البعيد فاتراً، حاملاً بقايا عطر الخزامى ورائحة النخيل والرمال، وقطعاً ممزقة من أغاني حلب، وأردت أن تنهض ناسياً قرار المعركة، واقترب منك جوادك الأسود الكبير، ورفع قوائمة برشاقة وهدوء فلمعت في ضوء النجوم، ولورآها اللصوص لقطعوها باحثين عن الذهب الذي ذكرته في أشعارك، لكن المملكة الآن هي مملكة الليل الكبير، والهواء يهب قادماً من الغرب حاملاً بكاد البلاد، وصمت الأصدقاء، وغربة الشاعر، ومن الشرق تصلك آخر طرقات الحوافز حوافز اللصوص، ودفقة الدماء الخارجة تغمر كتفيك وصدرك، سوداء، ثم توهجت قليلاً بلون أحمر لامع، تحت أشعة القمر الصغير، المطل من وراء كثبان العراق...
ثم جاء الجواد مرة أخرى تحت شعاع القمر الشرقي، ما كان لجوادك الأوهم الكبير أن يهدأ أو يستكين، كان يريد أن يسير، وتحت ضوء القمر البريء رأى الجواد جراحك فاهتزوا تعش، وإنتباته حمحمة عميقة، فصاح من أعماق صهيله العربي الممتاح من ضواحي حلب، وصهل صهيلاً جفل له هدوء الليل العريض، بدوي طويل عجيب، ولفت الجواد عنقه النبيل، وعرفه الأشعث الأزرق، وركز عينيه الثاقبتين يبحث عن جواد سيف الدولة، كان الجواد يظن أنكما في معركة مجيدة عادية، في بعض بلاد الروم على الثغور، وإن جراحك الآن هي جراح حياتك اليومية، وفي سلاسل الغزوات والدفاع، مع صديق روحك ورفيق حياتك عليّ، كانت عينا الأدهم الأسود تبحثان في ثنايا الكثبان، وفي الغرب، عبر رقائق الهواء الخفيف، عن وجه وسيف، لكنهما لم تجدا سوى روائح الصحراء الغربية النائية، وهمهمات الجنادب وسوسات الليل.
يمضي الكاتب في خيالاته متخذاً في بعض الأحيان من الرمز وسيلة ليعبر من خلالها عن صور حياتية إنسانية، ومعبراً في أحيان أخرى وبصورة مباشرة عن معاناة الإنسان في وطنه في بيته في حياته... مجموعة قصصية هي حكايا... وهي مشاهد وهي إلى هذا كله أفق مفتوح على واقع الإنسان بالآمه وأحلامه وإندفاعاته وإرتكاساته... قصص تحكي عن إنسان هذا العصر الذي ناء بأعباء الحياة... بعد عنها، وعندما اقترب منها كان كمن يبحث عن ذاته... وكان في وطنه مواطناً من جنسية قيد الدرس. إقرأ المزيد