خلفاء بني العباس والمغول ؛ أسقطوا بغداد (من وجهة نظر جديدة)
تاريخ النشر: 01/12/2011
الناشر: المجمع العالمي لأهل البيت
نبذة نيل وفرات:كان سقوط بغداد والقضاء على الخلافة العباسية بالصورة التي حصلت عام 656هـ/ 1258م كارثة عظيمة حلّت في دولة الإسلام، فالخلافة التي كانت رمزاً، ولو ظاهرياً، لوحدة المسلمين، انتهت بدخول التتار على يد هولاكو وانتهى بعدها كلّ خلافة تمت إلى قريش، ببناء على الحديث النبوي الذي يقول "الأئمة من قريش" ...والعثمانيون الذين حكموا بعد إنقراض الدولة العباسية بأكثر من قرنين ونصف، حذفوا (شرط قريش) وأصبح خليفة المسلمين تركياً.
وأشيع الكتّاب والمؤلفون الحديث عن سقوط بغداد والتفنّي بأمجادها والبكاء على أطلالها، أكثر من أي حديث آخر أصاب المسلمين دونه البكاء على الأندلس وعصورها، ولقد بحث أولئك كثيراً من الأسباب التي أدت إلى سقوط بغداد، والذي يعني سقوط الخلافة أيضاً، ولعل أكثر الكتاب يعتبرون أن "ابن العلقمي" وزير الخليفة المستعصم، هو الذي أوقع هذه الخسارة الفادحة، والعجيب أن بعض المؤلفين يطلقون إفتراضات وكأنها وقائع، وينسابون معها، ويبنون عليها أوهاماً يعتبرونها حقائق، ثم يبدأون بمناقشة أوهامهم، فيمتدحون موقفاً أو ينتقضون آخر.
في حين أن القصة كلها إفتراض، ليس لها نصيب من الصحة، وبذلك يجعلون القارئ في حيرة من الأمر، هل أن ما يقرأه هو عين الصواب؟ وإلى هذا فإن كتب التاريخ والحوادث تزخر بحشد من هذا النوع من القضايا التي تختلف حولها وجهات النظر.
وهكذا، فإن قضية سقوط بغداد على يدل المغول التي استتبعت إنتهاء الخلافة العباسية مفردة من تلك المفردات التي تضاربت حولها الآراء ووجهات النظر، وتدخلت فيها الأهواء والنوازع.
من هنا، وجد المؤلف أنه أمام مهمة بعد أن عاش لفترة طويلة هاجس سقوط بغداد، هذه المهمة تطلبت العودة إلى المراجع والمصادر التاريخية والبحث بصورة دقيقة لكل ما جاء في هذا الخصوص، ولينتج هذا العمل الذي كان بعيداً عن التشنج لطائفة معينة أو لمذهب آخر، حرص المؤلف فيه الدقة والموضوعية والحذر في كل ما يتناوله من حقائق تاريخية وجدها عن حادثة سقوط بغداد في بطون المصادر والمراجع التاريخية.
وقد جاءت الدراسة ضمن فصول خمسة تبعتها عدة ملاحق، ومقدمة دار الحديث في الفصل الأول عن المفارقات التي حصلت في كيان الدولة العباسية، وتبع ذلك حديث عن دور الخلفاء العباسيين وإسهامهم في سقوط بغداد ثم انتقل الحديث في الفصل الثاني عن ضعف الدولة وتمزقها بعد دخول الأتراك والبوبهيين، وجاء الفصل الثالث للحديث عن الفتن العنصرية والطائفية والإختلاف بين الخلفاء، وحول الأسماعيلين والخوارزم وتحريض المغول على إختلال بلاد المسلمين جاء الفصل الرابع.
وأما الفصل الخامس فقد تم تخصيصه للحديث على التتار التي دقت نواقيس الخطر ولتلاقى بعد ذلك الخلافة العباسية إنهيارها، أما الملاحق الثلاثة فقد جاءت محاورها على النمو التالي: الملحق الأول: "تلخيص الأسباب التي أدت إلى سقوط الدولة العباسي"، الملحق الثاني: :ابن العلقمي"، الملحق الثالث: "نصير الدين الطوسي". إقرأ المزيد