موسوعة شيخ الإسلام ابن تيمية
(0)    
المرتبة: 245,551
تاريخ النشر: 01/01/2013
الناشر: مؤسسة الرسالة العالمية
نبذة نيل وفرات:إن العلماء سُرج هذه الأمة، تضيء لهم دروبها، وتوضح لهم سبلها، وبين لهم معانيها، فمنهم أمنة بإذن الله تعالى من الجهل، يظهرون للعيي ما خفي عليه، وللعارف ما غاب عنه، كتبهم شاهدة، وأفعالهم بينة، وأقوالهم سائرة، فهم علماء ربانيون، لهدي النبي صلى الله عليه وسلم متبعون، وللأثر طالبون، يأتي ...في مقدمتهم الصحابة والتابعون، ثم مَنْ بعدهم عبر القرون، ومن أشهرهم من العلماء شيخ الإسلام ابن تميمة.
وهذا الكتاب الذي بين يدي القارئ هو ترجمته التي كتبها الإمام العدل، مؤرخ الإسلام شمس الدين محمد بن أحمد الذهبي، وتعتبر هذه الترجمة هي الوحيدة من بين تراجمه له التي تشتمل على أوصاف شيخ الإسلام، ونسبه والوقائع التي حصلت له، لأن راويها تلميذه المعجب بعلمه، العادل في وصفه، الموثوق في نقله.
ويمكن القول بأن ترجمة الذهبي الشيخ الإسلام ابن تميمة هذه قد اتضح أنها مستقلة عن التراجم الأخرى، وبالإطلاع عليها يتبين ما يلي: 1-أنه كتبها في حياة شيخ الإسلام قبل سنة ستة وعشرين وسبعمائة، وأغلب الظن ما بين سنة 718هـ إلى 726هـ، والدليل قوله فيها: (وهو الآن يلقي الدرس، ويهوى العلم) كما سيتضح ذلك من خلال التعليق الذي جاء في ثنايا الكتاب المحقق هذا، ثم كتب وفاته بعد ذلك، 2-وهي ترجمة وافية، بدأها الحافظ الذهبي بذكر نسبه، حيث ذكر تسعة آباء له، ولم يذكر احد من المترجمين لشيخ الإسلام هذا النسب غيره، الإبن عبد الهادي في (العقود الدرية) فقد ذكر ثمانية آباء، 3-ذكر الذهبي لابن تيمية طلبه العلم، وبعض شيوخه، وسعة علمه، وذكائه، وقال: (بحيث يصدق عليه أن يقال: كل حديث لا يعرفه ابن تيمية فليس بحديث، وذلك الإحاطة لله، غير أنه يغترف فيه من بحر، وغيره من الأئمة يغترفون من السواقي، 4-ذكر عدداً كبيراً من كتبه، وبيّن شجاعته، وجهاده وكرمه، وقيامه بنشر العقيدة السلفية، ثم ذكر ما تعرض له من سجن، 5-ذكر صفته الخلقية كصفة شعره ولحيته، وشاربه، وذكر لباسه وزهده، ومأكله وقناعته، 6-رد الذهبي في هذه الترجمة على المتكلمين في شيخه، وصنف الناس تجاهله، ودافع عنه كثيراً، كما يتميز بذلك كل تراجمه له، وبيّن مذهبه الحق، وطريقته السلفية بيان العارف بحقيقته، 7-ذكر وفاته، وعمله في سجنه الذي توفى فيه، ورجع مرة أخرى يبين فيها صفته وعجزه، 8-بيّن الذهبي أن ترجمته هذه مختصرة فقال (هذا الذي ذكرت من سيرته فعلى الإقتصاد).
أما الدافع لتحقيق هذه الترجمة، فيذكر المحقق أن الدافع الأكبر لإهتمامه بهذه الترجمة هو بيان بعض الحقيقة تجاه الرسالة المزعومة للذهبي زوراً وبهتاناً بعنوان (النصيحة الذهبية لابن تيمية)، والتي تحمل سبّاً لشيخ الإسلام ابن تيمية، وأما العمل في التحقيق، فقد سار على هذا النحو: 1-المقارنة بين هذه المخطوطة، وبين من نقل منها المتقدمين، وعند الإختلاف يثبت ما فيها دون غيرها مع التنبيه لذلك في الهامش، إلا ما خفيت كتابته في الأصل فيُجعل في اللفظ ما اتفق عليه أكثر من مؤلف غالباً، 2-ترجمة الأعلام الوارد ذكرهم في الأصل، 3-توضيح الألفاظ التي هي بحاجة إلى بيان معناها لغة أو إصطلاحاً، وقد يُذكر الخلاف بين تعريف الألفاظ عند أهميتها، 4-التعليق على ما هو بحاجة لما اختصره الذهبي في بعض المواضيع، 5-التعليق على الكتب الوارد ذكرها في المتن من حيث ذكر معلومات عنها، أو حسب تأليفها...
هذا وقد أغنى المحقق هذه الترجمة ترجمة للإمام الذهبي، وأهله، وبعض شيوخه ومؤلفاته، كما تضمنت جمُع لتراجم الذهبي لابن تيمية، ذلك أن هذه الترجمة تعدّ المكملة للتراجم السابقة الموجودة في كتب متفرقة للذهبي، بالإضافة إلى ذلك تضمن هذا الكتاب رثاء الذهبي لابن تيمية، وذكره لابن تيمية في رأي بدا له أو سؤال طرحه عليه، وأخيراً سماعات الذهبي لابن تيمية. إقرأ المزيد