البيان والتبيين وأهم الرسائل
(0)    
المرتبة: 82,488
تاريخ النشر: 01/01/1992
الناشر: دار المشرق
نبذة نيل وفرات:البيان والتبيين هو كتاب من أهم مؤلفات الجاحظ ، وهو يلي كتاب الحيوان ، من حيث الحجم ويربو على سائر كتبه . وإذا كان كتاب الحيوان يعالج موضوعاً أدبياً ، فإن كتاب البيان والتبيين ينصبّ على معالجة موضوع أدبي ، ولكن الجاحظ في كتابه هذا ، شأن جميع كتبه ...منحىً فلسفياً . ففي كتابه البيان والتبيين لا يكتفي الجاحظ يعرض منتخبات أدبية من خطب ورسائل وأحاديث وأشعار ، بل يحاول وضع أسس علم البيان وفلسفة اللغة . ويعني الجاحظ بالبيان : الدلالة على المعنى ، وبالتبيين : الإيضاح ، وقد عرّف الكتاب خير تعريف بقوله في مطلع الجزء الثالث : " هذا أبقاك الله الجزء الثالث من القول في البيان والتبيين ، وما شابه ذلك من غرر الأحاديث ، وشاكله من عيون الخطب ، ومن الفِقر المستحسنة ، والنتف المستخرجة ، والمقطعات المتخيّرة ، وبعض ما يجوز في ذلك من أشعار المذاكرة والجوابات المنتخبة " [ . . . ] فيه يقول أبو هلال الحسن بن عبد الله العسكري المتوفي سنة ( 395 ه ) في الصناعيين ، عند الكلام عن كتب البلاغة " وكان أكبرها وأشهرها كتاب البيان والتبيين ، لأبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ . . وهو لعمري كثير الفوائد ، جم المنافع لما اشتمل عليه من الفصول الشريفة ، والفقر اللطيفة ، والخطب الرائعة ، والأخبار البارعة ، وما حواه من أسماء الخطباء والبلغاء ، وما نبّه عليه من مقاديرهم في البلاغة والخطابة وغير ذلك من فنونه المختارة ، ونعوته المستحسنة . إلا أنّ الإبانة عن حدود البلاغة وأقسام البيان والفصاحة ، مثبوتة في تضاعيفه ، ومنتشرة في أثنائه ، فهي خالة بين الأمثلة . لا توجد إلا بالتأمّل الطويل والتصفّح الكثير [ . . . ] ويقول إبن رشيق القيرواني ( 390 ه – 463 ه ) في العمدة : " وقد استفرغ أبو عثمان الجاحظ ، وهو علاّمة وقته ، الجهد ، وصنع كتاباً لا يبلغ جودة وفضلاً ، ثم ما ادعى إحاطته بهذا الفن ، لكثرته ، وإن كلام الناس لا يحيط به إلا الله عز وجلّ [ . . . ] . أما إبن خلدون ( 732 ه – 808 ه ) فيسجل لنا رأي قدماء العلماء في هذا الكتاب ، أو يقول عند الكلام على علم الأدب : " وسمعنا من شيوخنا في مجالس التعليم أن أصول هذا الفن وأركانه أربعة دواوين وهي أدب الكاتب لإبن قتيبة ، وكتاب الكامل لأبي علي القالي ، وما سوى هذه الأربعة متتبع لها وفروع عنها " . ونجد في كل جزء من أجواء الكتاب الثلاثة بحثاً في البيان والتبيين ، ومجموعات من الأحاديث والخطب والمقطفات والجوابات والأشعار . ولقد التزم الجاحظ بهذا التصميم وقصد إليه قصداً ليجنّب القارىء الملل أو السأم بتنويع الموضوعات . وقد عبّر عن ذلك بقوله : " وجه التدبير في الكتاب إذا طال أن يداوي مؤلفه نشاط القارىء له ، ويسوقه إلى حظه بالإحتيال له ، فمن ذلك أن لا يخرجه من ذلك الفن ، ومن جمهور ذلك العلم " . بهذا برّر الجاحظ طرقه الموضوعات ذاتها في كل جزء من أجزاء الكتاب . فموضوع علم البيان وفلسفة اللغة توزَّع على الأجزاء الثلاثة : في الجزء الأول تحدث عن مفهوم البيان وأنواعه ، وآفات اللسان ، والبلاغة والفصاحة . وفي الجزء الثاني تحدث عن الخطابة وطبقات الشعراء ، وفي الجزء الثالث تكلم على أصل اللغة وقيمة الشعر ، وفي كل جزء من الأجزاء الثلاثة أورد أبو عثمان منتخبات من كلام الأنبياء ، خطباً ومقطعات وأحاديث ورسائل وأشعار ، نسبها إلى مختلف طبقات الناس : عقلاء وحمقى ، نسّاك ومتهتكين ، أعراب ومتحضرين ، رؤساء وسوقة . ومزيد من الفائدة ، التعريف بالجاحظ ، على الرغم من غناه عن التعريف . فهو أديب وعلاّمة عربي كان من كبار أئمة الأدب في العصر العباسي ، وهو أبو عثمان عمرو بن بحر بن محبوب بن قزارة اللبني الكناني البصري المعروف بالجاحظ ( 159 ه - 255 ه ) أديب عربي كان من كبار أئمة الأدب في العصر العباسي ، ولد في البصرة وتوفي فيها . وفي رسالة الجاحظ التي اشتهرت عنه مدح فيها نفسه حيث قال : " أنا رجل من بني كنانة ، وللخلافة قرابه ، ولي فيها شفعه ، وهم بعد جنس وعصبة " . وأخيراً لا بد من التنويه أنّ هذا الكتاب الذي بين يدي القارىء يضم في هذه المجموعة أهم مادة " البيان والتبيين " في أجزائه الثلاثة مع إضافة منتخبات من بعض الرسائل الجاحظية التي لها قيمتها من الوجهة الأدبية الصرف والتي تنسجم على نوع ما ومحتوى هذا الكتاب ، والذي يُعتبر - كما أسلفنا - من أشهر كتب إبن عثمان مع كتاب " الحيوان " و " البخلاء " . وهذا الكتاب لا يختلف عن سائر كتب الجاحظ من حيث تنوّع المواضيع على غير ترتيب ، فهو خليط من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية والنوادر والحِكَم والخُطَب والقصائد . كتبه أصلاً ردّاً على الشعوبية ، ورغبة منه في إظهار تفوّق العرب في مضمار البلاغة . أما أهم المباحث التي تناولها فهي : 1- البيان والبلاغة وقواعدها . 2- الخطابة وأصولها . 3- عيوب اللسان من عيّ ولحن ولكنة وتمتمة الخ . . . 4- الشعر ومقاييسه . 5- رسائل ووصايا . 6- نوادر الأعراب وأخبارهم . وأخيراً فإن هذا الكتاب يضم مجموعة من الإستشهادات والطرائف أكثر منه دراسة نقدية تحليلية . أما سائر الرسائل الجاحظية المعروفة ، فقد تمّ تناولها بإيجاز عند نشر مختارات منها في هذا الكتاب . إقرأ المزيد