تاريخ النشر: 12/07/2012
الناشر: دار ومكتبة الهلال
نبذة نيل وفرات:تضطلع علوم التربية من خلال البحث في مختلف الحالات بدور كبيرٍ في تطوير التعليم؛ فهي تدرس الطرق والمناهج المعتمدة في المدارس، وتقترح التعديلات عليها، وتضع البرامج الجديدة بين أيدي المربين، وتقترح القرارات الأساسية في هذه المجالات أو تلك، غير أن علوم التربية هذه لا تهتم بمسائل التعليم العامة فحسب؛ ...بل تتطرق أيضاً إلى المسائل الأقل انتشاراً، كالمسائل المتعلقة بالأولاد المختلفين، أكان اختلافهم جسدياً أم سمعيّاً أم بصريّاً، أم عقليّاً، فهي تهتم بوضع دراسات علمية متعددة الإتجاهات تخصّ الأولاد المتوحدين، والمتأخرين عقلياً أو حركياً، وحتى الأولاد الموهوبين أو غيرهم، فهي تقترح طرقاً لتعليمهم ولدمجهم في المدارس المتخصصة أو المدارس العادية، وفي مجتمع العمل.
ويتعدى دور علوم التربية والتعليم والتلاميذ لتتطرق إلى إرشاد الأهل والعائلة في كيفية تعاملهم مع أولادهم، وتؤثر بذلك من خلال أبحاثها تلك في العلوم الأخرى، مثل علم النفس وعلم الإجتماع والطب والرياضيات وغيرها.
من هنا، وإنطلاقاً من المعاني الكثيرة التي يمكن أن تتخذها علوم التربية والتفرعات الكبيرة لها، تأتي هذه الدراسة التي استهلها المؤلف ميالاً به بإيراد التعريفات المعتمدة لمختلف معاني مصطلح التربية وامتدادها، ذاكراً وجود أربع معانٍ أساسية للتربية: الأول منها يتعلق بالمؤسسة التربوية وبالنظام التربوي، بينما يتعلق الثاني بالمؤسسات والهيئات الوزارية والتعليمية التي تهتم بالتربية، بينما يتضمن المعنى الثالث الوسائل السمعية والسمعية البصرية.
أما المعنى الرابع فيضم المؤسسات التعليمية والمنظمات التي تهتم بتأهيل البالغين وبالنشاطات الثقافية وغيرها، لينتقل من ثم للحديث عن العناصر التي تحدد علوم التربية من الظروف العامة للعمل التربوي؛ أي نوع المجتمع ونظامه التربوي والبرامج العامة والخاصة التي يقترحها والطرائق والتقنيات وغيرها، والظروف المحلية كمحيط المدرسة وخصائصها الهندسية والفريق التعليمي، وظروف العلاقات التربوية، مثل الموضع أو الصف وشخص المربي ومجموعة المتعلمين.
وقد أعطى المؤلف أهمية كبرى للصورة العامة لعلوم التربية التي يفضلها، مما أورده أيضاً، مقترحاً طريقتين لتصنيف علوم التربية: ترتكز الأولى على المجالات العلمية الموجودة.
أما الطريقة الثانية فترتكز على أنواع الممارسات التربوية، حيث تنقسم علوم التربية بحسب التصنيف الأول إلى ثلاثة أقسام كبيرة: يتعلق الأول بالمجالات العلمية المرتبطة بالظروف العامة والمحلية للتربية؛ أي علم تاريخ التربية وعلم الإجتماع التربوي، واثنولوجيا التربية والجغرافية السكانية التربوية وعلم الإقتصاد التربوي والإدارة المدرسية والتربية المقارنة.
ويضم القسم الثاني التي تدرس الأوضاع التعليمية والأفعال التربوية مثل العلوم التي تدرس ظروف الفعل التربوي والعلوم التي تدرس طرق التعليم ونظرية المناهج، دبلوم المنهجيات والتقنيات وعلوم التقيم.
أما القسم الثالث، فيضم التحليل التأملي وعلوم المستقبل كفلسفة التربية والمجالات العلمية المهتمة بالمستقبل، أما التصنيف الثاني الذي يتعلق بالممارسات التربوية؛ فإن المؤلف يعتمد فيه تفصيل المهام التي يجب الإضطلاع بها في علوم التربية؛ مثل مهام اتخاذ القرارات أو اختيار السياسات، ومهام التنظيم والإدارة ومهام الأعمال التربوية، لينتقل من ثم إلى ما يسمى بضمن المناهجية وبين المناهجية في علوم التربية، فيفسر وحدة علوم التربية وتنوعها وتعدد المواد الخارجية والمواد الداخلية، مفضلاً العوامل التي تؤثر على البحث في مجالات علوم التربية وطرقه ذاكراً أهمية أن تؤخذ كل العوامل بعين الإعتبار وخاصة العوامل المتعلقة بالتلميذ والعلم والوقت وإطار الصف وغيرها.
ويسأل المؤلف عن فائدة علوم التربية وتأثيرها على المربي وتطويرها لأساليبه وأهدافه وعلاقاته مع التلميذ ومساعدتها له في اختيار المناهج المعتمدة، كما يطرح مسألة إعداد المربين وتأهيلهم.
ويختتم المؤلف بذلك كتابه، طارحاً التساؤلات والتفسيرات عن ماضي علوم التربية وحاضرها ومستقبلها. إقرأ المزيد