تاريخ النشر: 06/11/2012
الناشر: جداول للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:"لكن المدينة دخلت رغم ذلك في الخلدة الإنتخابية وقررت أن تنسج قصة أخرى، وجاء النداء أن "انتخبوا مهما كان الثمن ملايين أم أرواحاً أو مهرجين جدد، ربحنا كرامتنا وخسرنا معارك حقيقية أخرى، لكن لم نخسر الحلم"...
وما زال في الوطن من صدّق ومن صدق ومن دفع ومن دافع، وما زال ...في الدنيا تسع للغضب، لا تخفوا كثيراً مما وقع ومما يقع... لأن الديموقراطية لا تصلح إلا لشعب من الملائكة، والحال أن شعبنا لا يمتلك إلا نزراً قليلاً منهم كتبنا صفحة جديدة... لكنا لم نغير الحبر... وربما علينا تغيير عنوان الكتاب... وتعويض القلب بالقلب والدم... أمعاء مرحة تكفي لهضم كلّ ما ابتلعناه كل هذي السنين من السم في الدسم... على ألا تعود الخنازير إلى الحكم... سافرت بهن هذه المرة إلى مكان رهيب... وكان انتصبت فيه المشانق... واختلطت عليهن الصورة بالصوت بالحقيقة بالسرد بالموت... لا أحد يدري من سيشنق ومن سيكتب ومن سيصور الشنق... ومن سيموت شنقاً في آخر المطاف... الأعضاء اللحمية أم الحروف اللغوية... أم الشعوب العربية... كان الحدث عميقاً... لذلك كانت دعوتها لسكان الأعماق، دعوة شرعية جداً... لا أحد من البشر الفانين بوسعه الغوص عميقاً في هذه المشانق إلا من هو قادر على التخلي عن أعضائه القديمة... والسكن في الأعماق.
سألتها الصدفات: "لمن هذي المشانق؟" اقتربت الإقحوانة من المشهد... وانطلقت في كتابته وهي لا تدري إن كانت تكتب عن المشانق أم بصدد شنق الرواية وشفق صاحب الرواية... واقفة، منتصبة القامة مفتولة العضلات... تنتظر أصلها الذين بالكاد سكنوها للحظات، لا أحد بوسعه أن يسكنها إلا من هو قادر على الموت وحده، فارغة كانت... وحيدة... لا شيء أمامها غير بضع كاميرات التصوير... سئمت من المتطفلين ومن المحملقين فيها مبهوتين... بعضهم يلعن وآخر يستغفر وثالث مرعوب... مشهد مريع زعزع كل عرائس البحر.. وتجعدت الأمواج ولم يبق غير الزبد... لمن هذي المشانق؟ ولماذا تعاني من الوحدة؟ ومن يشنق من؟؟...
أسئلة فظيعة لا يستسيفها الإنتقال الديموقراطي راودت إحدى الصدفات الفوضوية المتحددة التي أعلنت عصيانها البحري وقررت أن تسافر على عين مكان المشانق الخمسة من أجل تغطية الحدث وتأجيج الأمواج على الموج... وكان عليها هذه المرة أن تحسن الزحف على أوراق الحلفاء لأن الشنق لا يحدث في المناطق الساحلية، إنما يحدث فحسب حيث الحجر والصخر والفقر والجوع والبطالة والمخدرات بدلاً من البحر والرمل والمثلجات والسائحات العاريات... والمترفين والمترفات... والرافلين من الحرير والرافلات... لم يكن ملك البحر عادلاً في توزيع البحر بين الجهات.
وحينما سمعت بنبأ المشانق استبشرت عميقاً وانطلقت تستكشف الخبر متوهمة أن العدالة الإلهية والإنتقالية قد استجابت لحلها المتطرق... وأن هذي المشانق قد هيئت لمن سرق البحر من الجياع.. لكن هيهات... لأن ثمة من يحلم نصف حلم... وثمّة من لم يحلم أصلاً... وثمة من يبيع أحلامه مقابل الكراسي... قرابين جد ولثورة لم تصل بعدّ... وأضافت صدفات من حزب ممنوع انتظرنا المشانق حيث لم تأتي فأتت حيث لم ننتظرها... حذار من غضب الجياع... لا أحد يعلم ما يخبئه المستقبل حتى... لا أحد يعلم ما يستطيعه شعب اغتصب حلمه...
الرواية تحكي عن فتاة كانت تحب الشمس إلى حدّ الجنون... على عكس أهل مدينتها الذين يموتون مع كل شروق، ويدبون كالنمل مع كل غروب... أحبّوا الليل كما لم يحب الليل أحد... وعشقت هي الشمس إلى حدّ طردها من البلد... منذ ذلك اليوم وهي تتيه على وجهها في الجزيرة... وقد أقسمت أن تخطف هذا النجم في غفلة من الآلهة الجدد... ربما سيدرك القارئ وبعد أن يطأ ناظره أدلى صفحات هذه الرواية بأنها إنما لإستدراك حالات لا يمكن إستدراكها في العلن... وأنها للبوح عن ذلك المسكوت عنه لصعوبة البوح به لكونه من المحرمات التي يعاقب عليها قانون الحكام...
حكام وجدوا في زمن معين لشعوب معينة وأهداف معينة، ولكن أي رواية بوسعها أن تتحمل عنّا كل أوجاعنا؟ وكم سنظل نحمّل الكتابة هزائمنا وفضائحنا…نبذة الناشر:"توقّفت عن القصيد المباح، لأنّ عقربة صغيرة صفراء اللون دبّت بقربها تحثّ الخطى نحو جسم طريّ، همّت بدهسها، لكنّها لم تجد حجرًا مستعدًّا لمحاربة عقارب الجزر. وقالت للرواية: دعيها .. تدبّ داخل أركانك.. نحتاج إلى سمّها كلّما داهمنا شبح الحاكم العربي الراحل، دعيها تكبر فيك، ما زال سمّها غير ناضج لإنجاح أحلامك في هذي الصحاري الخالية من البشر.. وتاهت على وجهها ثانية تبحث عن البحر.. قالوا إنّه سينضب بعد صلاة العصر، ويعود إلى المدّ بين المغرب والعشاء. جلست على حافة البحر تصافحه بيديها كلتيهما، ها هي تعود من غياب طويل، وهي لا تعرف كم من الأعوام مضت، ولا تدري أيضًا إن كان هذا الزمان يتَّسع للرواية.. سمعت هاتفًا من بعيد: هيّا.. أسرعي.. واقطفي هذا النهار.. لا تدعي الشمس تُسرَق ثانية من هذه الجزيرة." إقرأ المزيد