شرح الأسماء أو شرح دعاء الجوشن الكبير
(0)    
المرتبة: 46,210
تاريخ النشر: 01/01/2008
الناشر: مؤسسة العروة الوثقى
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:"السبزواري" هو هادي بن مهدي السبزواري المشتهر بـ"حاج مولى هادي السبزواري". ولد سنة 1212هـ بسبزوار من بلاد خراسان. ولما مات أبوه سنة 1220 أو 1221هـ، تولى قيمومته، ابن عمته الحاج مولى حسين السبزواري حيث اهتم بتعليمه ولما بلغ العشرين حاز السبق في ميادين العلم بين أقرانه، وكان معروفاً عنه ...الزهد والورع، لا يترك القيام بالثلث الأخير من الليل للتهجد والتنفل. وله المواظبة على السنن والدقة التامة في إخراج زكاة غلته. والاهتمام بالفرائض، والمراقبة على النوافل، والرياضة بالجوع والقناعة والمداومة على التهجد، والاجتناب عن زخارف الدنيا، والاشتغال بذكر الله والانقطاع إليه تعالى.
وأما من الجانب العلمي فقد عرف عنه التفقه في مادة الفقه وأصول التفسير والطب وعلم الحروف، كما كان أديباً وشاعراًَ باللغة الفارسية والعربية وكان في الشعر يتخلص بالأسرار، تشهد بها كلها آثاره القيمة، التي يمكن تقسيمها إلى أربعة أقسام بعضها شروح كشرح المنظومة في المنطق والحكمة وشرح المثنوي وشرح النبراس، وبعضها حواشي المتألهين مثل الأسفار والشواهد والمبدأ والمعاد ومفاتيح الغيب.
والكتاب الذي بين يدينا يأتي ضمن القسم الرابع من كتبه وهو عبارة عن رسالة شرح فيها الدعاء المشهور بالجوش الكبير والذي يقول الإمام المجلسي أن بعضاً من الصحابة المتأخرين قد رووه عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ويبدو أنه للسبزواري في هذا الكتاب مجال وسيع للبحث والتحقيق وعرض الآراء ونقدها والتعرض للموضوعات الفلسفية والمجادلات الكلامية، كما أن له فرصة للورود في المشارب الذوقية والعرفانية والعناية بعرض تأويل الآيات والأحاديث على أساس مواجيده المعنوية والروحية باستخدام اللغات والأشعار العربية والفارسية وكلمات العلام في متفرقات العلوم من الأدب والطب والكلام والفلسفة والحديث والعرفان والفقه والدعاء وعلم الحروف وعلم التأويل والتفسير.
بوب الكتاب على أساس البنود والفصول للدعاء -الجوشن الكبير- مائة فصل. وذكر في كل فصل فقرات الدعاء وشرحها مزجياً واستفاد كثيراً من كتب اللغة وخاصة من القاموس واستشهد في موارد بالأشعار الفارسية والعربية. وأورد في كل مورد بحسبه بحثاً فلسفياً أو كلامياً أو عرفانياً.
مشربه في الحكمة، مشرب صدر المتألهين على أساس الحكمة المتعالية. مع هذا نراه يعرض آراءه الخاصة في موارد عديدة من الكتاب. تعرض فيه بكلمات كثير من العلماء والحكماء والعرفاء وكأنه محصل أفكار المتقدمين والمتأخرين ورثه السبزواري وورثه لمن بعده بعد ما حققه.
للسبزواري في هذا الكتاب إلمام بالتأويل وحتى أشار في موارد من الكتاب بأنه لا مفر منه: "وما من فريق من أهل الإسلام إلا وهو مضطر إليه.
ومما اعتنى به الشارح توفيق الآراء المتخالفة وتوحيدها وتقريب الاصطلاحات وتطبيقها وهذا مشهود في مطاوي الكتاب -في النص والهامش- كسعيه في تقريب نظر الأشاعرة في مسألة رؤية الله تعالى ونظر الإمامية والحكماء الراسخين، وكتطبيقه بين "القول" و"الكلمة" و"الإرادة" وتقريبه بقول بعض المتكلمين.
ولكثير من الموضوعات الفلسفية والكلامية التي وقعت المناقشة فيها مكانة عظيمة في هذا الكتاب: فمنها، التوحيد وما يتعلق به، القدم والحدوث، إرادة الله تعالى، مسألة القدرة وعموميتها، مسألة الحسن والقبح، والجبر والتفويض، والجعل وأقسامه، والغاية والعبث، والخير والشر والمعاد وأمثالها من المسائل الفلسفية والكلامية التي بحث عنها الحكيم السبزواري.
وفي النهاية نشير أنه أورد في هذا الكتاب مسائل من الطبيعيات وحتى الطب ويظهر من ميعها، سعة إطلاعه ودقة نظره. ومما هو جدير بالذكر لإقباله إلى العرفان واصطلاحات العرفاء والمحققين من الصوفية: منها، في شرح "الغوث" وشرح الأسمين الشريفين: "خير الفاتحين وخير الناصرين" حيث ذكر أقسام الفتح القريب والمبين والمطلق مستشهداً بالآيات.
ولأهمية هذا الكتاب فقد اعتنى "نجفقلي حبيبي" بتحقيقه حيث اهتم أولاً بالمطابقة بين النسخ التي عثر عليها وبذكر أصح النصوص، ثانياً: صحح النص من المصادر وسعى لتشكيل الآيات والأحاديث وبعض الكلمات نهيك للقراءة، ثالثاً قام بتخريج الآيات والأحاديث والآثار والأشعار العربية والفارسية وما أخذه المؤلف من متقدميه في النص، رابعاً: ذيل الطبعة بمجموعة فهارس شاملة للنص والهامش. إقرأ المزيد