فدوى طوقان ؛ حياتها وشعرها
(0)    
المرتبة: 157,410
تاريخ النشر: 01/12/2011
الناشر: الأهلية للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:"في الكون المسحور": "عيناي مغمضتان ترف بعمقهما روحي وترى، تنزاح أمامي الآن حدود... تنهار سدود، أسمع أبصر ما ليس يُرى، أحيا في كونٍ مسحور وقرارة منتصف الليل تنشر حولي من عالمي اللامنظور... أمواج عبير منهلٍّ.
الأرض القفر تلاشت... ألمح في الصمت خيال ضفافٍ النخل على الشطّ الغافي... تومي لي أذرعه ...الخضرُ... ألمح في الصمت خيال النهر جرى غيبييّ الأطياف... يتدفق من عمق الأزلِ... وهناك على شطّ النهر تتغامز أضواء القمر... وتراقص في لحنٍ غزلٍ أحلام النهر الهفهاف النهار...يلوّح لي النهر... رفّات شراعٍ تدعوني عاشقة الهمس وتفتح لي أبواب الغبطة والأمل... أنا في الزورق روحٌ طافٍ في زورقه معه وحدي.. ويدي راعشة غائبةٌ في الغاب الوحشيّ الجعدِ الكون تجمّع في عيني روحي غارقة في نجمين... عبر فتره ينساب... يرف صدى نبره... منغوم يشربه قلبي: ما الذي تشتفّه عيناك من عينيّ، ماذا تبصرين؟... ما الذي أبصر في عينيك، ماذا، لست أدري عالمي المفقود؟ دنيادات أحلامي وشعري؟... ما الذي أبصر؟... آفاقاً وأغواراً سحيقة وبحاراً غرقت فيها سموات عميقة وبعينيك شموس تنحرق... وبعينيك نجوم تتالق وغموض مُدَّ كالمجهول، كالغيب الخفي، وسحابٌ غطّ في ليل شتائي دجيّ هو من إعصار ماضيك بقايا... ذكريات دفنت فيها خطايا... وأرى ذاتي في عينيك زورق تائه الغاية... في لجّهما يطفو ويفرق... فقط الشطّ، وفي غمرةٍ شبكٍ وصراع... حطمت مجذافه الريح وألوت بالشراع... ماذا؟...
الحكم تفلت من عينيّ، هنا عادت حولي الغرفة تقبع والجدران هنا وفراغ منظور... انهدّ الكون المسحور منهاراً في قلب الليل...
شعر وعملية إبداع... وكلمات وعبارات تشيد عالماً مترابي الأطراف... وبرشافة ملائكية وببساط تكتب ما بعدها بساطة تكتب فدوى طوقان لتقول بسطر واحد رائع ما لا تستطيع قوله بأضعاف الكلمات... وفي كل هذا لم تكن فدوى تبحث سوى عن نشوة ولادة القصيدة بعد المخاض الوجداني وكل إعتبار غير هذا كان غائباً سوى نشوة الإبداع.
إنها فدوى عبد الفتاح طوقان، شاعرة فلسطين، سنديانة فلسطين... خنساء فلسطين... شاعرة الحب والألم... شاعرة الرثاء والموت... إنها الشاعرة التي يقف الباحث أمام أعمالها مندهشاً أمام شخصية مليئة... بل مشبعة بالعواطف الحساسة التي تفيض بالإنفعالات الصادقة القوية النابعة من تجارب خاصة وعامة ليجيء شعرها منسجماً مع ميولها وموهبتها التي حدثت عنها في سيرتها الذاتية.
لقد وضعت دراسات كثيرة حول الشاعرة المبدعة، وأُلّفت كتب متنوعة عن حياتها وشعرها، وقدّمت رسائل ماجيستير ودكتوراه قيّمة في فلسطين والعالم العربي عنها، وكانت كل هذه الدراسات تكمل بعضها البعض... لكن دواوينها ما زالت بحاجة إلى البحث والدراسة المستفيضة وفتح أبواب خزانتها مما يعرفه أصدقاؤها وصديقاتها والمقربون منها والذين كانت لهم علاقات حميمة بها، للكشف ما خفي داخل هذه الخزانة.
من هنا، تأتي هذه الدراسة التي تناول الباحث من خلالها حياة فدوى طوقان وشعرها الذي اعتمد فيها على مصادر ومراجع متعددة ومتنوعة، بالإضافة إلى أوراق زوده بها المهندس جعفر طوقان التي كتبها بنفسه عن عمته الشاعرة.
وقد اشتملت هذه الدراسة على قسمين تضمن القسم الأول خمسة أبواب؛ الباب الأول، واشتمل على جوانب حياة الشاعرة، بما يتضمن ظروف ولادتها، وبعض جوانب الحياة الإجتماعية والسياسية التي كانت سائدة في تلك الفترة، كما تضمن مرحلة طفولتها وسني مراهقتها بما فيها حادثة وردة (الفل) وما تبعها من نشوة وآلام وحرمان أثّر على شخصيتها وعلى إنتاجها الأدبي، ويتضمن كذلك موضعها ووفاتها، وليتم اختتم هذا الباب بأقوال لبعض النقاد والدارسين عن الشاعرة، الباب الثاني: واشتمل على ثقافة الشاعرة وكلمات مختصرة عن أعمالها الأدبية النثرية كتاب (أخي إبراهيم)، وكتاب سيرتها الذاتية في جزئية (رحلة جبلية، رحلة صعبة) و(الرحلة الأصعب) الباب الثالث: وتم في هذا الباب الحديث عن غربة الشاعرة وإغترابها من خلال ما ورد في سيرتها الذاتية، وضمنته في قصائدها الشعرية، وما أوضحه النقاد والدارسون في كتبهم أو ندواتهم أو محاضراتهم.
كما تضمن الباب التجربة العاطفية التي مرت بها الشاعرة، ورحلتها إلى انكلترة، ولقاءاتها المتميزة مع بعض الأعمال الزعماء والسياسيين والصحفيين، الباب الرابع وقد اشتمل على الرحلة الشعرية للشاعرة متضمناً مرحلة تعلمها للشعر وبدايتها الشعرية، ثم مرحلة النضج الفكري والشعري وخاصة بعد جري 1948- 1967، الباب الخامس والذي تضمن الأغراض الشعرية التي قالت فيه الشاعرة وخصائصها شعرها الفنية، وأما القسم الثاني فقد تم تخصيصه للنصوص الشعرية، في دواوينها والتي تمثل الأغراض الشعرية التي تلائم مراحل حياة الشاعرة وخصائصها الفنية مرتبة حسب تواريخ صدور ودواوينها الشعرية الثمانية. إقرأ المزيد