الإخوان المسلمون في العراق 1959 - 1971
(0)    
المرتبة: 74,402
تاريخ النشر: 11/07/2012
الناشر: مؤسسة الإنتشار العربي
نبذة نيل وفرات:يعدّ تنظيم الإخوان المسلمين من أكبر الجامعات الإسلامية في الوطن العربي إنتشاراً ولم تكن نشأة الإخوان حدثاً مفارقاً لطبيعة المرحلة التي كان يمر بها الوطن العربي والعالم الإسلامي، ولم تأت نشأتهم من فراغ ولم تكن تعبيراً عن إنقطاع في مسيرة الأمة الإسلامية بقدر ما كانت تواصلاً وإتصالاً لجماعات الفكر ...الإسلامي والإصلاحي السابقين.
وقد دأب الأعداء على تشويه مبادئ الإسلام وإستخدام وسائل الإعلام لتأليب الرأي العام العربي والإسلامي الذي تمزق جرّاء حملات التغريب ومحاولة صيغ سلوكه وتربيته ومنهاجه بالصيغة الغربية، ومكافحة الإنحراف عن نظام وأهداف ومقاصد ونمط الحكم الإسلامي الذي أرساه النبي محمد صلى الله عليه وسلم والمناداة برجوع المسلمين إلى الكتاب والسنّة وغيرها.
وكان الإخوان المسلمون قد أخذوا دورهم في ذلك سواء في مصر أو في بقية بلدان الوطن العربي ومنها العراق كإبن العراق منذ الحرب العالمية الأولى (1914- 1918) من إضطراب في أوضاعه السياسية والعسكرية والإقتصادية والإجتماعية أثر الإحتلال البريطاني وما صاحبه من تعمد بريطانيا في نشر الرذائل والمفاسد بين أبناء المجتمع، وشراء ذمم الكثير من الأُسر البغدادية من أجل إنجاح مهمتها ووضع دائرة الأوقاف بيد السلطة، وهذا تسبب في إهمالها وإهمال المساجد والمدارس الملحقة بها، وانتشرت الأفكار الإلحادية والعلمانية ولا سيما في عقدي الأربعينيات والخمسينيات، ولم تستطع الجمعيات الإسلامية الموجودة في الساحة من مواجهة ذلك بعد أن عجز منهاجها الذي اقتصر على إحياء المناسبات الدينية عن أخذ دورها في الإصلاح، وفي الوقت نفسه وجدت الكثير من العوائل المحافظة في أفكار ومنهاج الإخوان المسلمين ما يكفل لهم الحفاظ على أبنائهم من الإنحراف.
وهذا ساعد على إنتشار دعوة الإخوان المسلمين بين مختلف قطاعات المجتمع، حرص الإخوان في العراق منذ بداية نشأتهم على تأسيس تنظيم لهم بعيداً عن الهيئات والأحزاب التي وجدوا فيها جموداً فكرياً ونشاطاً فردياً مقتصراً على الجانب الديني من دون الإلمام بالجوانب الأخرى، فأسس الإخوان لهم جمعية الإخوة الإسلامية عام 1949 ونشطوا من خلالها واستمروا يعملون بعلانية حتى عام 1958 فدخل تنظيم الإخوان في مرحلة جديدة هي مرحلة العمل السري عند إشتداد المدّ الشيوعي ومطاردة الحكومة لهم وعدم إعطائهم فرصة عمل مفتوحة.
وإستطاع الإخوان رغم سرية تنظيمهم الذي عرف بدقته المتناهية أن يكوّنوا لهم مواقف عديدة تجاه قضايا داخلية وخارجية (سياسية وإقتصادية وإجتماعية ودينية) ونشاطات ومشاركات تربوية وفكرية، وأصبحوا بذلك مكوناً مهماً من مكونات المجتمع لا يمكن إغفاله أو تجاهله، ثم أرغمتهم الظروف السياسية التي مرت بها البلاد أن تكون لهم مواقف ومشاركات سياسية فعلية في أجهزة الدولة ثم مشاركات عسكرية هدفوا من ورائها إلى الإصلاح والتغيير إلا أن إضطراب الوضع السياسي في العراق بعد عام 1968 جعل التنظيم يتراجع ولا سيما بعد أن بدأت الحكومة بالتصدي للجماعات الإسلامية وأخذت تكيل لهم التهم والإعتقال والتعذيب والقتل والتهجير وقد أصاب الإخوان شرارة ذلك، واضطر هذا الوضع المراقب العام لتنظيم الإخوان أن يعلن عن تجميد وحلّ التنظيم عام 1971 حفاظاً على أرواح ودماء الإخوان.
وضمن هذا الإطار تأتي هذه الدراسات التي هي عبارة عن أطروحة دكتوراه التي تتابع الباحثة من خلالها تاريخ تنظيم الإخوان المسلمين وحيثياته، وقد جاءت ضمن مقدمة ومدخل تاريخي وبابين وخاتمة، تناول المدخل التاريخي نشوء تنظيم الإخوان المسلمين في العراق منذ عام 1940، ومن ثم تناول الباب الأول موضوع القضايا التنظيمية للإخوان ضمن فصول أربعة، أما الباب الثاني فقد تناول الأنشطة والمواقف التربوية والسياسية للإخوان المسلمين وأيضاً ضمن فصول أربعة وتأتي الخاتمة ليتم من خلالها عرض لأهم الإستنتاجات المترتبة على تاريخ الإخوان المسلمين في العراق منذ عام 1959 حتى تجميد التنظيم عام 1971 ومواقفهم السياسية والتربوية والإجتماعية والدينية والدعوية. إقرأ المزيد