الحركة العلمية في نيسابور من القرن الثالث الهجري إلى القرن الخامس الهجري
(0)    
المرتبة: 34,972
تاريخ النشر: 01/01/2011
الناشر: دروب ثقافية للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:شهدت نيسابور - خلال فترة الدراسة - حركة فكرية عظيمة، جذبت أنظار العالم الإسلامي إليها، وصارت محطة للعلماء، يأتونها من كافة المدن والأمصار الإسلامية، لينهلوا من علمها الغزير، ولا سيّما العلوم الإسلامية والعربية وآدابها، لقد برزت في نيسابور طائفة كبيرة من العلماء من ذوي الأصالة والتقصي، ممن تركوا أثراً ...في البحث والدراسة، وقد اكتسب الفكر الإسلامي كثيراً من الحداثة والتطور؛ بسبب وجود طائفة من العلماء حيث اعتمرت مجالسهم العلمية بالطلاب لدراسة العلوم الإسلامية والعربية.
كانت مدية نيسابور من أهم مدن الشرق، التي استقلت عن جسم الخلافة العباسية، بسبب حكمها من قبل أسرة قوية متنفذّة، كوّنت دولاً منفصلة بشكل فعلي او إسمي عن الخلافة العباسية، وهذه الدول هي: الطاهرية، والصفارية، والسامانية، والغرنوية، واتّخذت هذه الدول نيسابور عاصمة لإقليم خراسان، تمثّلت بموقعها الإستراتيجي في هذا الإقليم، وتميّزها بعدد من المميزات عن مدن خراسان الأخرى وعاشت هذه المدينة - خلال فترة الدراسة - حياةً مزدهرة في مختلف مناحي الحياة، حيث تطوّرت ونمت وأصبحت مركزاً هاماً من مراكز الحضارة الإسلامية في الشرق، ولا يمكن لأي باحث أن يتناول الحضارة الإسلامية في الجهة الشرقية من الدولة الإسلامية إلاّ أن يبرز دور نيسابور في تطور النهضة العلمية خلال القرون: الثالث والرابع والخامس للهجرة، حيث ساهمت نيسابور مساهمة عظيمة في رفد التقدم العلمي، والتطور الحضاري.
ولأن إقليم خراسان ممثلاً بعاصمته مدينة نيسابور من الأقاليم والمدن التي شكّلت رافداً حضارياً عظيماً، بنى وبقوة إرثاً علمياً وثقافياً كبيراً في حضارتنا العربية الإسلامية.
لذلك، تهدف هذه الدراسة - إلى وضع حلول وإجابات على العديد من التساؤلات، هل كانت ظاهرة إستقلال الدول الإسلامية عن مركز الخلافة بغداد، سبباً من أسباب تطور العلوم والثقافة في نيسابور وغيرها من مدن البلاد الإسلامية المستقلة؟؛ ما هي طبيعة الإهتمامات العلمية التي أولتها مدينة نيسابور، هل كان ذلك مقتصراً على علوم محدّدة دون غيرها أم أن ظاهرة إحترام وتقدير ودعم المدينة وحكامها للعلوم انعكست على كل التخصصات؟، هل كانت الحركة العلمية والنهضة الثقافية في تلك المدينة مميزة عن غيرها من مناطق العالم الإسلامي أم أنها تساوت معها؟.
هذه الأسئلة وغيرها، يحاول هذا الكتاب الإجابة عليها من خلال ثلاثة فصول وتمهيد، فتحدث بالتمهيد عن جغرافية نيسابور، فحدد موقعها، وجغرافيتها الطبيعية، وأسماءها، وفي الفصل الأول: درست المؤلفة المؤسسات العلمية والدينية التي كانت قائمة في نيسابور، أما الفصل الثاني، فخصص للحديث عن الصلات الفكرية والثقافية القائمة بين نيسابور وبلاد العالم الإسلامي، في الفترة الممتدة بين (205هـ/ 820م- 432هـ/ 1040م)، فبيّن الحركة التجارية وأثرها في تنمية الحركة العلمية على نيسابور.
وجاء الفصل الثالث خاصاً بدراسة الإنتاج العلمي والأدبي - خلال الفترة المقررة للدراسة - فتحدثت المؤلفة عن علم القراءات والتفسير والفقه والحديث، وذكر أشهر علماء نيسابور الذين شاركوا في هذه العلوم، وكشف إنتاجهم، وألحقت هذه الفصول بمجموعة من الخرائط والجداول التي تخدم البحث، واختتم البحث، بدراسة موجزة عن أهم النتائج التي توصلت إليها الباحثة. إقرأ المزيد