أزهار في فازات ؛ مائيات كميل حوا
(0)    
المرتبة: 186,338
تاريخ النشر: 16/11/2011
الناشر: دار المحترف السعودي للنشر
نبذة المؤلف:وقد رسمت العشرات من لوحات الزّهور بشتّى أدوات الرسم، من أقلام الرّصاص والحبر الصيني، إلى الألوان المائية والزيتية، لكنّ للمائيات بشفافيتها وعذوبة ألوانها مكانة خاصة في رسم الأزهار.
ومنظر باقة الزهر الموضوعة في القارة، كان دائماً الأحبّ إلى نفسي، ربما لأنه هنا مآل الباقة التي حملتها اليد إلى عزيز، فأغلب ما ...رسمته كان فازات زهر موضوعة أمامي.
وترى الزهور فيها جالسة بمختلف أنحنآتها مرتاحة أتأملها كموديل مطيع أمام رسام، وقلما كنت أكتفي برسمة واحدة للباقة الواحدة منها، وأحياناً كنت أرسمها في المراحل المتتالية التي تمر بها، من لحظة وضعها في الفازة وهي لا تزال نضرة بكامل أبهّتها إلى أن تبدأ أوراقها بالتساقط، وتأخذ زهورها بالذّبول، حتّى إن إحدى المساعدات في منزلي كانت تقول لأصدقائي مستغربة بأني أنتظر الورود أن تذبُل لكي أرسمها!...
وما رسمت زهوراً في حديقة أو مزروعة في حوض على شرفة إلاّ نادراً، ومن تلك الأحيان القليلة، رسمت نبتة حضراء في إناء من فخار صيني مزّخرف باللون الأزرق "الكوبالت" المعروف، مرّات ومرّات، وهناك عدد منها ضمن مجموعة الرسوم المنشورة في هذا الكتيب، وكأنني في الأساس أجد في إنتقال الزهرة من الحقل إلى المسكن، من بؤرة التراث إلى الآنية على طاولة، ما يمكن أن يمثل، في إحساسي، إنتقالاً ما من الريف إلى المدينة، وكأن الأزهار في الفازة ظاهرة تخاطب المدينة هنا أرى فيها ما هو أكثر من مجموعة زهور وأكثر من مجرد جمال طبيعي، أرى فيها ما يشابه عدداً من ممثلين وقفوا معاً على خشبة المسرح ليقدّموا رقصة جماعية أو تكاتفوا في مظاهرة.
ولم أكن على دراية بأن رسم الأزهار هو موضوع تدور حوله نقاشات ومنه تتّخذ مواقف، إلا حين ذكر لي مرة أحد الزملاء نقاشاً دار بين عدد من الفنانين بُعيد معرض كان لي في القاهرة، عن أنّ تناولي للزهور فيه ما يخالف تلك الأساليب التي كانت أوساط النقد الفني تشيح بوجهها عنها، على أية حال، هو موضوع لن أتوقّف عن الولع به لأي إعتبار كان!...
وختاماً... هذه هي الباقات التي كنت قد حملت كثيراً منها إلى البيت، وقدّمتها لزوجتي، أعود وأقدّمها لكم هنا، مرسومة. إقرأ المزيد