تاريخ النشر: 01/01/1996
الناشر: دار الأندلس للطباعة والنشر والتوزيع
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:يعد "العقد الفريد" واحداً من المؤلفات الأدبية الموسوعية التي يغتني بها تراثنا العربي. ويتميز من بينها بحسن تنظيمه، ودقة تصنيفه، ووضوح منهجه. أفاد مؤلفه من تجارب سابقيه، كابن قتيبة في "عيون الأخبار"، والمبرد في "الكامل"، والجاحظ في "البيان والتبيين"... وغيرهم، فاستحق كتابه أن يكون "فريداً" في مجال التأليف القائم ...على الجمع والاختيار والتصنيف، مما جعله يؤثر تأثيراً كبيراً في الكتب التي صنفت بعده، إذ اعتمد عليه كثير من العلماء المعنيين بالدراسات الأدبية والتاريخية والعلمية.
يجد القارئ في "العقد الفريد" بما يحتويه من أخبار ونوادر ومختارات شعرية ونثرية، مادة ثقافية متنوعة. يجني من تصفحه المتعة والفائدة. فإلى جانب القراءة الشائقة والمسلية، يتيح الكتاب لقارئه أن يقع على مرجع مهم في التاريخ والأدب. هذا المرجع هو عون لطالب التاريخ الاجتماعي والسياسي والفكري والحربي... الخ، وهو عون أيضاً لطالب فن الأدب وعلمه.
ومن فوائده الأخرى أن فيه نصوصاً لا توجد في غيره من الكتب التي هي بين أيدينا، وذلك لضياع الأصول التي نقلت عنها هذه النصوص. وهذا يكشف لدى مؤلفه، ابن عبد ربه، عن ثقافة واسعة، فقد كانت متنوع المعارف، ملماً بالفقه والموسيقى والغناء، إلى جانب كونه شاعراً وناقداً، ولذا فإن عمله لم يقتصر على الاختيار والتبويب، بل تعدى ذلك في مواضع كثيرة من الكتاب، إلى الإنشاء بأسلوب رشيق يمزج بين التأريخ والأدب والنقد، مما أضفى على "العقد" الذي يقوم في الدرجة الأولى على النقل والرواية ملامح خاصة بشخصية مؤلفه.
وإذا كانت المؤلفات العربية ذات الطابع الأدبي الموسوعي منهلاً مهماً من مناهل المعرفة على أنواعها، فإن تحقيقها وشرحها، بما يسهل قراءتها ويجعلها في متناول القراء على اختلاف ميولهم وأهوائهم، ليعدان عملاً مهماً، كثير الفائدة، يقدم للأجيال صفحات غنية من تراثهم، تجعلهم على علاقة بتاريخهم من جهة، وتزودهم بشتى أنواع المعارف من جهة ثانية. ونظراً إلى أهمية هذا العمل، فإنه على قدر كبير من المسؤولية، ويتطلب الكثير من الجهد. وقد قام به الأساتذة "أحمد أمين" و"أحمد الزين" و"إبراهيم الأبياري"، معتمدين على ما أمكنهم الحصول عليه من نسخ "العقد الفريد"، مقارنين فيما بينهما، مثبتين أصحها وذاكرين في حواشي الكتاب ما ورد في النسخ الأخرى، وذلك كما يوضح الأستاذ أحمد أمين في مقدمته للنسخة التي حققها وشرحها. إقرأ المزيد