عبد الحق الاشبيلي وآثاره الحديثية
(0)    
المرتبة: 99,815
تاريخ النشر: 01/08/2011
الناشر: دار ابن حزم
نبذة الناشر:إن تاريخ العلوم ليشهد على النبوغ العلمي لعلماء الغرب الإسلامي في تلك الفترة، لا في العلوم الشرعية ولا في العلوم البحتة، وبالنسبة للمهتمين بتاريخ العلوم الشرعية في الغرب الإسلامي، فإن ما يتبادر لأذهانهم مرتبطا، بهذه الفترة هو ملك الدعوة التجديدية التي تبناها الموحدون، رسمياً، في المجال الفقهي، وهي الدعوة الرامية ...إلى تأصيل الفقه، وربطه بأصوله النصية الصحيحة، ونبذ آراء الناس المتراكمة مع الزمن حتى أصبحت هذه الآراء ذاتها هي الفقه وهي كل شيء، وطرحوا بديلاً لذلك وهو فقه الحديث المرتبط بالنص، والمتيح للإجتهاد والمحرص عليه بشكل طبيعي، إذ أن كل شخص يتعامل مع النص يمكنه أن يفهمه إنطلاقاً من أدوات الإجتهاد الخاصة به، وأيضاً يمكن للشخص الواحد أن يتعدد فهمه للنص كلما عاد إليه مباشرة. وقد فتحت هذه الدعوة الباب الواسع لأهل الحديث، حيث أن طبقة الفقهاء وأهل الفروع عارضوا تلك الدعوة بشدّة. وقد شكلت هذه الدعوة في التصور الشمولي لتاريخ علوم الحديث بداية مرحلة مهمة وقنطرة بين سابقاتها وبين مرحلة ظهور الأئمة الكبار في المشرق العربي، كالذهبي وإبن حجر وغيرهما. في هذه المرحلة حمل الغرب الإسلامي الراية، وسد فراغاً لم يتهيأ له من يسدّه وإلى ذلك، فعلى الرغم من معاداة عبد الحق الإشبيلي للدولة الموحدية في بعض توجهاتها.. لكن ذلك لم يمنع من إدراجه في هذا المشروع حيث شكلت جهوده حزء من هذه النهضة العلمية الشاملة، ومشروعه الحديثي، جانب من جوانب الحركة الحديثة في القرن السادس الهجري بالغرب الإسلامي ومشروعه الرائد، في فقه الحديث خاصة، يتعلق بشكل مباشر بالأشكال المطروح في ذلك العصر، والذي أصبح طرحه تبني الموحدين لمحاربة فقه الفروع وإحتضان فقه الحديث، وتشجيع البحث فيه. وعليه فقد شكل مشروع عبد الحق في فقه الحديث أفضل تلك المحاولات الذي سبقه إليها كثيرون في المشرق والمغرب. ولعل أحداً لم يصل إلى ما وصل إليه في الشمول والإحاطة. وكان بعض الفقهاء المتأخرين يثقون في كتاب عبد الحق في الأحكام ويأخذون كل حديث ورد فيه مسكوتاً عنه ويتبعون مضمونه مصداقاً لقوله بأن كل ما ورد مسكوتاً عنه فهو صحيح.
من هنا تأتي أهمية هذه الرسالة دافع الباحث أن المشروع الذي بدأه عبد الحق الإشييلي وقومه إبن القطاف ومن بيده ينبغي أن يخرج إلى أيدي الناس وهو مرحلة علمية تاريخية لا يستغنى عنها عند المهتمين بالحديث خاصة، وصورة مضيئة من تاريخ العلم الشرعي بالغرب الإسلامي ينبغي الإهتمام بها. حيث تناول الباحث في رسالته هذه الشخصية حياته ثم قدم دراسة موضوعة لبعض كتبه وهي: الأحكام الوسطى والأحكام الكبرى والجمع بين الصححين . إقرأ المزيد