الله بعد العاشرة رواية سجين متقاعد
تاريخ النشر: 30/06/2011
الناشر: رياض الريس للكتب والنشر
نبذة نيل وفرات:"نعم... الآن خرجت أجسادنا من صناديقها، لكن ماذا نفعل بكل هذه الذاكرة على أجسادنا، متى يمكنها الخروج من السجن، لقد نسينا ذاكرتنا يا سيد مع الأمانات التي أخذت منا قبل دخولنا السجن، ولم نسترجعها لأن بكل بساطة فقدت، أو يمكن إستبدال الكلمة بأخرى أخفّ وطأة، فالدولة لا يمكن أن ...تفقد شيئاً فتقول سرقت.
لقد منحنا الدولة يا سيد بعضاً من عمرنا، وخرجنا فرحين، نحن يا سيد... أيقظني من حديثي مع نفسي وهو يعطيني هاتفه المحمول، طالباً مني الإتصال بالأهل وإخبارهم بخروجنا، انزلقت الأرقام من أصابعي كمن يحفظها عن ظهر حب، تذكرت الأرقام دون عناء، بعد ثلاث سنوات ونصف السنة تذكرت رقم هاتفنا، كانت الأرقام تأتي طواعية، فهل يمكننا إسترجاع أحلامنا بهذه السهولة؟ وصلني صوت أختي فاطمة، أخبرتها من أنا، لكنها دون أن تستمع لبقية الحديث ذهبت في طلب أمي، وهي تصرخ: علي على الهاتف، أغلقت الهاتف دون الإنتظار وأعطيته للأصدقاء.
بعد سنة صارت الشمس تبقى في بيتنا دون إذن، والعصافير بنت بيتاً لها على النافذة، والمطر يأتي خفيفاً، لكن السجن يختبئ تحت جلدي، كبرت الآن خمس دقائق، صوت أصطاد أقماري ثم أطلقها، صار قنديل البحر نورساً، لكن ما زالت حين أمر بهذه المرأة التي تدعى المنامة أصاب بالجنين، أتحول بين أزقتها، أشم رائحتها، البيوت التي تستند أكتافها إلى بعض الحواري والدكاكين التي لم تعد تعرف وجهي، كلها كانت جزءاً في حنيني لهذا المكان، المنامة لم تكن مدينة جميلة، لكن لديها ذاكرة تسع العام... يجب أن تفهم أن المنامة أول مدينة خلقت للحب... المقهى مزدحم والعابرات يسرعن إلى الطاولات المجاورة لنا، كنا وحدنا نحتل الطاولة في زاوية المقهى... إلى الطاولة المجاورة سحبت نفسي، بعيداً عن الحوار المفتوح حول لقاء الله..."
سجين متقاعد ومذكرات وأفكار وخواطر تقفز مرتاعة من فكرة العلاقة مع الله، بين الجدّ والهزل، والمدّ والجزر، والخيال والواقع تتقاطر أفكار ذاك الكاتب المتخفي وراء سجينه المتقاعد الذي يحكي الظلم المحيط بالسجناء السياسيين الذين تجتاحهم لحظات تأمل تجعلهم يعيدون ترتيب حياتهم وتطلعاتهم ومبادئهم وحتى معتقداتهم.
ليمضي القارئ مع هواجسهم متأملاً حيناً ومستنكراً أحياناً ومتسائلاً بدهشة في معظم الأحايين. إقرأ المزيد