تاريخ النشر: 01/01/2011
الناشر: دار يافا العلمية للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:إنَ الغاية من الدراسة هي الإسهام في النفاذ إلى جانب مهم وأساسي من الحداثة الشعرية العربية، وهو ثقافة المحو التي تمخضت عنها الدعاوى الحداثية إلى تخطي قدميها ونسيانه ورميه في العتمة. وكان عليها بمقتضى العنوان ان تبتدر بتحديد مفهوم الحداثة، بيد أنها او شرعت بذلك لدخلت في متاهات مظلمة ...حتى لا مخرج. فالحداثة بما هي تنفتح على دلالات متعددة ينقض بعضها بعضاً، ومتحولة يلغي بعضها بعضاً، إنما هي بلا مفهوم على وجه التحديد. إنها مصطلح إشكالي يحفه الغموض والإلتباس والمراوغة، ومما يزيده ضبابية تضخم الحداثات التي تطالعنا في الثقافة العربية. والمفارقة في الأمر أن هذه الحادثات التي لا تقول لنا ما هي الحداثة تطرح الواحدة منها على أنها الصياغة النهائية لمجالها: الشعري أو النقدي أو الفكري أو الإجتماعي أو السياسي، بل ويباطنها تطلع مضمر لأن تكون الصياغة النهائية للفكر العربي والثقافة العربية، وذلك بطموحها لإحداث تغيير جذري في العقلية العربية بنقلها من عقلية القرون الوسطى إلى عقلية الحداثة.
وفي محاولتها الكشف عن الحداثة بما هي ثقافة المحو، تتوسل الدراسة خطاب أدونيس بإعتباره مؤسسا، يتأسس على المحو ويؤسس للمحو. فقد رأى أدونيس إلى الكتابة بدءاً وبداية وإبتداء وفاتحة، فراح يمحو ويدعو إلى المحو، يحطم ويدعو إلى التحطيم، يخرب ويدعو إلى التخريب، منطلقاً من أن كل ما هو سائد موروث إنما هو ليس إنسانياً، فإستحق لذلك السحق والمحق ليتسنى للشعر بوصفه كتابة أولى ونصاً أول أن يفتتح عصر الإنسان والإنسانيَة. إقرأ المزيد