الحزب التقدمي الاشتراكي ودوره في السياسة اللبنانية 1949 - 1975
(0)    
المرتبة: 132,169
تاريخ النشر: 01/01/1989
الناشر: الدار التقدمية
نبذة الناشر:من المسلم به أو المتفق عليه، أن تاريخ الحزب التقدمي الإشتراكي منذ تأسيسه وحتى الآن، يكاد يختصر تاريخ العمل السياسي الوطني والعربي كله في لبنان، فعلى إمتداد أربعين سنة تقريباً كان الحزب طليعياً في مواجهة الأحداث وخاصة الكبيرة منها، والفاصلة بين مرحلة وطنية وأخرى، وبإستثناء بعض ما أُرّخ حول هذه ...المرحلة بقلم رئيس الحزب الشهيد كمال جنبلاط وبأقلام عددٍ من قادة الحزب ومسؤوليه أو أصدقائه، أو المهتمين بالشأن السياسي العام، فإن كتاب الدكتور فارس اشتي يأتي أكثر هذه الكتابات جدية وشمولاً وعمقاً، وغنىً بالبراهين والأسانيد المنقولة عن النصوص الأصلية الواردة في أدبيات الحزب وبياناته السياسية، نقلاً حرفياً ودقيقاً.
وإذا كانت الكتابة بوجه عام فناً من الفنون الإنسانية الجميلة، المتعارف عليها منذ القدم فإن كتابه التاريخ بوجه خاص، تكاد تتجاوز هذا الفن، بما هو تعبيرٌ عن مشاعر الإنسان وقلقه وهواجسه اليومية، إلى كونها وصفاً لفعل الإنسان وتأثيره في حركة الحياة في مكان وزمان معينين، ولأنها كذلك فهي مدعوة دائماً إلى الإلتزام بالدقة والموضوعية والبحث عن الحقيقة.
إنها غوص في مئات الوثائق وعشرات المراجع والمصنفات التاريخية، بل هي جهد علمي قد يمتد أحياناً إلى سنوات طويلة، بحثاً وفرزاً ومقارنة وتحقيقاً، خشية الوقوع في الخطأ أو الإبتعاد عن الحقيقة التاريخية، والحقيقة التاريخية هي غاية كل مؤلفٍ أو كاتب منصف في التاريخ.
ترى هل توفر للدكتور فارس اشتي الإلتزام بدقة بهذه العناصر الضرورية لكتابة التاريخ؟ هذا ما نترك الحكم عليه للقارئ الكريم، مع التنويه بأن الدكتور اشتي بذل جهداً كبيراً بغية أن يكون علمياً وموضوعياً ودقيقاً، في سرد الأحداث وتحليل أسبابها والتعليق عليها، ولقد اعتمد كما هو سائد ومعروف أسلوب العودة إلى الوثائق، والمحررات والمراجع بكثافة مذهلة، كما أنه اعتمد اللقاءات الحية والمباشرة مع كثيرين من الذين عاصروا المرحلة التي يؤرخ لها، ونقل عنهم آراءهم ومشاهداتهم الواقعية لكثير من الأحداث والتطورات السياسية الواردة في الكتاب، ولقد لجأ في سياق تحققه، عن صحة بعض المواقف والتطورات إلى أكثر من رأي وأكثر من مرجع كي ينتهي إلى معرفة الحقيقة كاملة وغير ناقصة.
ولقد أغنى مؤلفه بالإضافة إلى ذلك، بمقدمات عامة لجميع الفصول، وبمناقشات عميقة وشاملة، في ختام كل فصل منها، عارضاً رأيه الشخصي وربما أراء كثيرين آخرين من الكتّاب، قدامى ومعاصرين. إقرأ المزيد