مباحث في علم الاجتماع الإسلامي
(0)    
المرتبة: 198,868
تاريخ النشر: 25/04/2011
الناشر: دار المناهج للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:يقول الإمام العلاّمة النحوي أبو البقاء البكري في مقدمة شرحه لديوان الشاعر المتنبي : " .. لمّا أتقنت الديوان ، الذي انتشر ذكره في سائر البلدان ، وقرأته قراءة فهمٍ وضبطٍ ، على الشيخ الإمام أبي الحرم مكي بن ريّان الماكسيني بالموصل ، سنة تسع وتسعين وخمسمائة ، وقرأته ...بالديار المصرية على الشيخ أبي محمد عبد المنعم بن صالح التجيّ النحوي ، ورأيت الناس قد أكثروا من شرح الديوان ، واهتموا بمعانيه ، فأعربوا فيه بكل فن وأغربوا ، فمنهم من قصد المباني دون القريب ، ومنهم من قصد الإعراب باللفظ القريب ، ومنهم من أطال فيه وأسهب التسهيب ؛ ومنهم من قصد التعصب عليه ، ونسبه إلى غير ما كان قد قصد إليه ؛ وما فيهم من أتى بشيء شاق ، ولا يعوض هو للطالب كافٍ ؛ فاستخرت الله تعالى ، وجمعت كتابي هذا من أقاويل شرّاحه الأعلام ، معتمداً على قول إمام الأدباء ، وقدوة الشعراء ، أحمد بن سليمان ابي العلاء ؛ وقول الفاضل اللبيب إمام كل أديب ، أبي زكريا يحي بن علي الخطيب ؛ وقول الإمام الأرشد ، ذي الرأي المسدد أبي الحسن عليّ بن أحمد ، وقول جماعة كأبي عليّ بن فورجّة ، وأبي الفضل العروضي ، وأبي بكر الخوارزمي ، وأبي محمد الحسن بن وكيع ، وإبن الأقليلي ، وجماعة وسميته بالتبيان في شرح الديوان ، وجعلت غرائب أعرابه أولاً ، وغرائب لغاته ثانياً ، ومعانيه ثالثاً ... " . وهذه نبذة عن صاحب هذا الشرح أبي البقاء العكبري . هو الإمام العلاّمة النحوي محي الدين أبو البقاء عبد الله بن الحسين بن أبي البقاء عبد الله بن الحسين العُكبَري ثم البغدادي الأزجي الضرير النحوي الحنبلي الفرضيّ صاحب التصانيف . كانت ولادته سنة 538 ه . قرأ بالروايات على علي بن عساكر البطائحي ، والعربية على إبن الخشاب ، وأبي البركات بن بن نجاح ، وتفقّه على القاضي أبي يعلى الصغير محمد بن أبي خازم وأبي حكيم النهروانيّ ، وبرع في الفقه والأصول ، وحاز قصب السبق في العربية . وسمع من أبي الفتح إبن الطبّي ، وابي زرعة المقدسيّ ، وأبي بكر بن النقّور ، وحجاعة ، وتخرّج به أئمة . قال إبن النجار : قرأت عليه كثير من مصنفاته ، وصحبته مدة طويلة ، وكان ثقة ، متديّناً ، حسن الخلق ، ذكر لي أنه أضرّ في حياة من الجدري . قيل : كان إذا أراد أن يصنّف كتاباً جمع عدة مصنفات في ذلك الفن ، فقُرأت عليه ، ثم يملي بعد ذلك . فكان يقال : أبو البقاء تلميذ تلامذته ، يعني هو تبع لهم فيما يقرأون له ويكتبونه . توفي العلامة أبو البقاء سنة 616 ه تاركاً مصنفات كثيرة في النحو والحساب وعلم الفرائض وحجة الاعراب والقراءات في جميع القرآن ، والتصريف ، وفي تفسير القرآن وغيرها من المؤلفات . أما صاحب هذا الديوان الذي شرحه البكري فهو أبو الطيب المتنبي الذي لم يخب صيته إلى الآن ( مالئ الدنيا وشاغل الناس ) . وهذه نبذة عنه . هو أبو الطيب المتنبي أحمد بن الحسين الجفعي الكوفي . ولد في الكوفة سنة 303 ه في محلة يُقال لها كندة . والنقل إلى الشام في صباه وفيها نشأ وتأدب . والتقى كثيرين من أعلام الأدب واستفاد من علمهم ، منهم : الزجاج ، وإبن السراج ، ابو الحسن الأخفش ، وأبو بكر محمد بن دريد ، وأبو علي الفارسي ، وتخرج عليهم ، فكان نادرة الزمان في صناعى الشعر ، وراية لم يرتفع إلى جانبها علّمٌ ، ولم يأتِ من يجاريه في أدبه وعلمه . كان كثير التردد بين أقطار الشام يمدح أمراءها وأشرافها حتى أوصلته الأقدار إلى الأمير سيف الدولة علي بن حمدان العدوي ، صاحب حلب سنة 337 ه ، فكرّمه وقرّبه إليه وأجازه الجوائز السَنية ، وكان يجري عليه كل سنة ثلاثة آلاف دينار ؛ خلا الإقطاعات والخلع والهدايا المتفرقة ، ثم وقعت وحشة بينه وبين أمير حلب فغادرها سنة 346 ه وقدم مصر ومدح ملكها كافوراً الأخشيدي فأجزل صلته ، فغادر مصر بعد أن لم يبلغ ما أراد بلوغه من شأن وتوجه إلى بغداد ، وفيها كانت له مع الحاتمي القصة الشهيرة ، ثم ترك بغداد متوجهاً إلى بلاد فارس ، فمر بارجان وفيها ابن العميد فمدحه ، ثم ودعه وقصد عضد الدولة بن بويه الديلي بشيراز فمدحه وحظي عنده . ثم تركه وقفل عائداً إلى بغداد فالكوفة في أوائل شعبان سنة 354 ه ، فعرض له فاتك بن جهل الأسدي في الطريق بجماعة من أصحابه ومع المتنبي جماعة من أصحابه ، فقتل المتنبي وإبنه محمد وغلامه مفلح بالقرب من دير العاقور في الجانب الغربي من بغداد ، وكان مقتله أواخر رمضان من تلك السنة . ورثاه كل من أبي الفاس مظفر بن علي الطيسي وابو الفتح عثمان بن جني ، بقصيدة مطلعها : غاض القريض وأذوت نضرة الأدب ... وصوّحت بعدريٍّ دوحة الكتب . إقرأ المزيد