تاريخ النشر: 13/12/2010
الناشر: المالك للنشر
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:من الهندية إلى الفهلويّة فالعربيّة، متأثّراً باليونانيّة، رحلة في لغات وحضارات وثقافات متعدّدة ومتباعدة، مزيجٌ غريبٌ رائعٌ شكّل تحفةً أثريةً فريدةً، تضجّ حياة وحكمة وثقافة، تحفة كُتبَ لها أن تحيا منذ أكثر من ألفَين وثلاثمائة عام، فتزيّن مكتباتنا، ويحلّلها نقّادنا، ويتعمّق فيها طلاّبنا، ويدرسها تلامذتنا، ونقرأها قصصاً لأطفالنا.
نصائح وعِبَر ...وحكم إجتماعيّة سياسيّة تربويّة أخلاقيّة في أقاصيص على ألسنة الحيوانات، متى تهيّبَ الكلامُ النّصحَ والإرشاد، ومتى قلنا "كليلة ودِمْنة" يتبادر إلى ذهننا اسم "ابن المقفّع" الذي له فضل بَعْث الماضي الدّفين وإحيائه، مع إضافات أملاها عليه ذوقُه الأدبيّ وحسُّه النّقديّ وأصلُه الفارسيّ والبيئةُ العربيّة التي كان يعيش فيها، والوضعُ الإجتماعيّ والسّياسيّ الذي كان سائداً آنذاك، "لذا اتّسمت ترجمة ابن المقفّع للكتاب بخصوصيّة ظرفها الزّماني والمكاني".
ويقسم هذا الكتاب إلى تسعة عشر باباً أو ثمانية عشر إذا اعتبرنا "باب الفحص عن أمر دِمْنة" تابعاً لــ" باب الأسد والثّور"، الأبواب الأربعة الأولى مقدّمات فارسيّة وعربيّة للأصل الهندي، أولّها: سبب وضع الكتاب في ظلّ النّظام السياسيّ القائم آنذاك في الهند، ثمّ رغبة كسرى في إقتناء الكتاب وإرساله الطّبيب بَرْزوَيْه إلى الهند، وما كان من أمره هناك، ويليه باب غرض الكتاب بقلم عبد الله بن المقفّع يذكر فيه الغابة من وضعه، أمّا الرّابع فهو باب بَزْوَيْه المتطبّب الذي كتبه بزرجمهر بناء على طلب كسرى ورغبة بَرْزوَيْه الذي عرف، منذ ما يقرب من الألف وخمسمائة سنة أنّ الإنسان يخلد بالكلمة.
أما الأبواب الأخرى فمنقولة عن الأصل الهندي، إلاّ أن ابن المقفّع غيرّ فيها وبدّل وتصرّف ليجعل روح الكتاب إسلاميّة عربيّة، تتناسب والوضع السياسيّ القائم آنذاك، تبدأ باب الأسد والثّور وتنتقل منه إلى آخر مستقلّة مترابطة، فدَبْشَليم حاضر قي بداية كلّ باب ليقول لبَيْدَبا: "قد سمعت... فاضرب لي" ويطلب منه الكلام بموضوع أخلاقي معيّن، فيمهّد بَيْدَبا الفيلسوف لمثله بمقدّمة صغيرة تتناسب معه قبل أن يبدأ بسرده، ومن المثل تتفرّع أمثال أخرى تصبّ كلها في مجال النّصح والتّحذير والمحبّة والإخاء والإيمان والتّعاون والصداقة والنسك والمودة والوفاء والحذر من أهل المكر والرّياء والكذب والتّصلّف... وتنتهي الأبواب بخاتمة صغيرة يذكر فيها غرض الكتاب والفائدة التي يجنيها القارئ من فهمه.
وقد سُمِّي الكتاب بإسم الشّخصيّتين البارزتين في البابين الأول والثاني من الأصل الهندي أي "باب الأسد والثّور" و "باب الفحص عن أمر دِمْنة"، علماً أن دور كليلة ضئيل قياساً بدور دمنة وشتربة والأسد، إلا أنهما يمثلان صديقين من أبناء آوى في تناقض واضح بين شخصيّتَيهما، وربما في سبيل إبراز هذا التناقض وُضِعَ الكتابُ بإسميهما. إقرأ المزيد