موسوعة فقه القلوب في ضوء القرآن والسنة
(0)    
المرتبة: 36,624
تاريخ النشر: 08/12/2010
الناشر: مؤسسة الريان للطباعة والنشر والتوزيع
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:إن خير الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثةٍ بدعة، وكل بدعةٍ ضلالةٌ، وكل ضلالة في النار.
إن الله تبارك وتعالى خلق الخلق لعبادته... ولا يمكن لأحد أن يعبد الله عزّ وجلّ على الوجه الصحيح الذي يرضيه إلاَّ بعد معرفة ...ربه عزّ وجلّ... ومعرفة أسمائه وصفاته... ومعرفة دينه وشرعه... ومعرفة ثوابه وعقابه.
إن التوحيد والإيمان، والعبادة والطاعة، أعظم حقوق الله تعالى على عباده، فينبغي تذكيرهم دائماً بهذا الحق جميعاً، ليؤدوه لربهم جميعاً، وكما أن أعضاء الإنسان لا تتحرك إلا بوجود روحه، فكذلك هذا الكون وما فيه لا يتحرك إلا بأمر الله سبحانه، فهو خالق كل شيء، ومالك كل شيء، وبيده أمر كل شيء، وفي قبضته كل شيء.
وليس في الدنيا نعيم يشبه نعيم الآخرة إلا نعيم الإيمان بالله، ومعرفته بأسمائه وصفاته وأفعاله، وليس للقلوب سرور ولا لذة تامة إلا في محبة الله ومعرفته، والتقرب إليه بما يحبه ويرضاه، ولا تمكن محبته المحبة الكاملة إلا بعد معرفته والإعراض عن كل محبوب سواه؛ وكل من أحب الله تعالى أنِسَ به، ومن أحب غير الله عُذب به، وحاجات القلوب في الدنيا إلى التوحيد والإيمان أعظم من حاجة الأبدان للطعام والشراب، بل لا نسبة بينهما.
وكل نقص خارجي في العمل سببه نقص الإيمان داخل القلب، لذلك فالذي لا يسلم نفسه لله داخل الصلاة، لا يستطيع أن يسلمها لله خارج الصلاة، والقلب إذا زاد نوره ينيب إلى الله تعالى، ويحب الطاعات، ويكره المعاصي، وبالإيمان بالله تعالى، وإمتثال أوامره في كل حال يزداد نور القلب، وبالكفر والمعاصي يزيد ظلام القلب، فيحب المعاصي، ويكره الطاعات؛ والذوق يولد الشوق، فمن ذاق طعم الإيمان إشتاق إلى تكميل الإيمان والأعمال الصالحة، وتلذذ بعباده الله تعالى، وظهرت شعب الإيمان في حياته، وتعلقت روحه بحياة الملأ الأعلى، فأحبه الله عزّ وجلّ، وأحبه من في السماء، وجعل الله تعالى له القبول في الأرض.
إن فقه القلوب هو الأصل الذي يقوم عليه فقه الجوارح، وفقه الجوارح بالنسبة لفقه القلوب كالذرة بالنسبة للجبل، وإن كلا كلاهما مهماً، وكل واحد يكمل الآخر، فلا قبول لأي عمل إلا بإجتماعهما؛ إلا أن فقه القلوب وهو التوحيد والإيمان وشعبه لم يجمع في كتاب شامل مستقل، بينما فقه الجوارح إمتلأت به بطون الكتب ولله الحمد، فتعلم أكثر الناس الأحكام، ولكنهم قعدوا عن الأعمال بسبب ضعف الإيمان في القلوب، فكثر الجدل والخلاف، وقل العمل والإخلاص، وضعف اليقين.
وسبب ذلك الجهل بفقه القلوب من التوحيد والإيمان... والعلم بالله وأسمائه وصفاته وأفعاله... وعظمة خزائنه... والعلم بوعده ووعيده... وثوابه وعقابه؛ وهذه الموسوعة محاولة لسد هذا النقص، ورفع لتلك الجهل وتكميل لذلك الفقه.
وقد جمع المؤلف أقوال سلف الأمة في أصول الدين، ومقاصد الشريعة العظمى، ليستبين الحق من الباطل، والهدى من الضلال، والرشد من الغي، والخير من الشر، وقد توجه مسائله بالآيات القرآنية، والأحاديث النبوية، وزينها بالبراهين العقلية، وبينها بالأمثلة الحسية؛ ولم يذكر في هذه الموسوعة من الأحاديث إلا ما ثبتت صحته ونسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأعرض عن كل حديث ضعيف.
فجاء الكتاب محكم الفصول، محذوف الفضول، مقوياً للإيمان، محركاً للأعمال، مرغباً في أحسن الأخلاق، يطلق العقول من عقال الجهل والشك، ويطلق الجوارح لتعمل في ميادين الأعمال الصالحة. إقرأ المزيد