تاريخ النشر: 01/01/1995
الناشر: عالم الكتب للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:هذا الكتاب رواية شعرية تمثيلية للأديب الفرنسيّ فرنسوا كوبّيه (François Coppée) بعنوان "في سبيل التاج" (Pour la couronne)، كتبها في السنة 1895م؛ والأديب الفرنسيّ شاعر مشهور عالج في أدبه وشعره موضوعات إنسانية، فدافع عن الضعفاء والمحزونين حتى عُرف بحق بأنه "معزّي المنكودين واليائسين، وشاعر الضعفاء والمحزونين".
وكان لهذه الرواية دور ...كبير في تاريخ الشعر التمثيليّ في فرنسا في أواخر القرن التاسع عشر، وأوائل القرن العشرين، إذ مُثِّلت في عدد كبير من المسارح، وزعم بعض النقاد أنها من الروايات الخالدة وأنها ستظلّ تُمثَّل إلى ما شاء الله دون أن يملّها الجمهور؛ ونظراً لشهرة هذه الرواية، ولأنّ عصر "المنفلوطي" كان عصر الحركة الوطنية في مصر، أقبل "المنفلوطي" على تعريبها، فجعلها رواية قصصية مخرجاً إيّاها من قبالها التمثيلي وبردتها الشعرية، وحسناً فَعَلَ في تعريبها نثراً لأن الشعر غالباً ما يفقد روعته إذا تُرجم إلى شعر.
وفي تعريبه، تصرّف "المنفلوطي" بالنصّ تصرّفاً كبيراً، فحذف وأضاف محتفظاً بالمواقف الحاسمة، متفنِّناً في وصف الضمير حين يقتل الإنسان إباه، ووَصْف الخيانة في سبيل المجد الزائف، وكمْ أجاد في سرْد ذلك الحوار الطويل الذي جرى بين قسطنطين ووالده على الحدود ليقنعه بالرجوع عمّا عزم عليه من أمر الخيانة؛ وعموماً نجح المنفلوطي في تعريب هذه الرواية مضموناً، وأسلوباً، وحبكةٌ قصصيَّة، وتصويراً للمشاعر الإنسانية النبيلة، وللوطنيّة الحقّة، وظهر من خلال هذا التعريب أنّه رجل الوطنية والديموقراطيّة البعيد من التعصُّب الدينيّ، إذ لم يجدْ حَرجَاً، وهو المصريّ المسلم، من أن يعرُب هذه الرواية التي تقصّ جزءاً من كفاح البلقانيِّين النصارى ضدّ مستعمريهم الأتراك المسلمين الذين دخلوا "أرض البلقان وحوّلوا كنائسها إلى مساجد". إقرأ المزيد