بداية المجتهد ونهاية المقتصد تحقيق ومقارنة بآراء الأمامية
(0)    
المرتبة: 136,482
تاريخ النشر: 22/09/2010
الناشر: المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية
نبذة نيل وفرات:يعدّ هذا الكتاب "بداية المجتهد ونهاية المقتصد" لابن رشد القرطبي (الحفيد) من الكتب الفقهية المهمة التي تمكنت من أن تحتل مكانة مرموقة في الأوساط الفقهية الإسلامية وتشتهر على ألسنة الجمهور العام والخاص، وتصبح مرجعاً للكثيرين من الفقهاء والباحثين في هذا المضمار.
فقد أدخل هذا الكتاب الفقه المقارن مرحلة جديدة، وجعله ...على مستوى عالٍ من التحول والتطور ما أدى به إلى أن يسمو ويتكامل لأسباب وهي: 1-قدرته على عرض آراء المذاهب الفقهية الأربعة المختلفة بشمولية سوى آراء المذاهب الأمامي، وبعض المذاهب الأخرى، إلا أنه وعلى مستوى المذاهب الأربعة؛ فقد طرح آراءها بشكل كامل، ومن دون إنحياز، 2-إشارته بصورة إلى نقاط الإختلاف ونقاط الإتفاق الموجودة بين الآراء، حيث يبدو هذا النهج واضحاً في الكتاب، فهو يفتح باب النقاش على مصراعيه حيثما وجد الإختلاف، ويتناول أسباب ذلك الإختلاف وسبل علاجه، بينما يشير إلى مواطن الإتفاق بالقول: اتفق العلماء، أو اتفقوا، 3-تعرضه على أدلة الآراء المتقابلة، الأمر الذي يزيد من قيمته العلمية في مجال الفقه المقارن، كما أن الوجه الإيجابي الآخر لهذا الكتاب يتجلى في أنه لا يكتفي بسرد الأقوال وأدلتها فقط؛ بل يخوض أحياناً في تفاصيلها والموازنه بينها، 4-ومن الإمتيازات الأخرى بكونه موجزاً وغير مفصل؛ ولهذا السبب فهو يوصل القارئ بسرعة إلى مبتغاه من دون تطويل ممل، ولا إختصار مخلّ، 5-ومن المزايا الأخرى البارزة للكتاب أنه راعى بمنتهى الدقة والتركيز نقل آراء وأقوال الفقهاء؛ والمشهورعند جمهور المذهاب، وبمنأى عن التفصيل المحل، حتى لم يعد بالمقدور العثور على رأي مشهور أو مخالف له في هذا المجال لم يأت به.
هذا وإن عراقة هذاالكتاب وشهرته تكسبه مزيداً من الأهمية في الأوساط الفقهية للجمهور، وإهتماماً ملحاً لطباعته في يومنا هذا الذي يعد الترويج للفقه المقارن ضرورة ملحة، بالإضافة إلى أنه ورغم تعدد طبعاته، لم تكن تلك الطبعات المتداولة لتخرج عن كونها غير متميزة إلا بإستخراج المصادر الروائية التي اعتمدها المؤلف فحسب، دون إستخراج كل المصادر والأقوال والآراء الواردة عن الفقهاء من المذاهب، بل يمكن القول بأن ما هو موجود في هذا السياق هزيل وضعيف ولا يليق بمقام هذا الكتاب وأهميته.
من هنا، قام المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية عبر مركزه العلمي بتحقيق هذا الكتاب تحقيقاً علمياً متميزاً، وتوثيق الآراء والأقوال الواردة فيه، وإرجاعها إلى مصادرها المعتمدة عند المذاهب، مع مقارنتها برأي المذهب لإمامي الأثني عشري، والذي يكون موافقاً لبعض المذاهب دون أخرى تارة، وتارة أخرى بالعكس، مما ينمّ عن دور هذا المذهب الإسلامي في تجذير الوعي الفقهي، وعمق أطروحته، وشموليته أيضاً، وأصالته التي تظهر مكانته بين المذاهب المشهورة.
وإلى ذلك، فقد بلغ الفقه المقارن حدّ الكمال والروعة بطرح الأقوال والآراء للمذاهب الأربعة بالإضافة إلى مقارنتها بآراء الإمامية، في هذا الكتاب بصورة مقارنة، كانت مفتقرة في غيره إلى هذه الميزة.
ولهذا فقد تم، ومن خلال هذا العمل، تقديم رؤية معاصرة، وخطوة جديدة أخرى للطرح العلمي المقارن الذي لا بدّ أن يجذب أنظار المختصين والمعنيين بالدراسات المقارنة. إقرأ المزيد