ديوان أبي فراس ؛ رواية أبي عبد الله الحسين ابن خالويه (لونان)
تاريخ النشر: 07/07/2010
الناشر: المكتبة العصرية للطباعة والنشر
نبذة نيل وفرات:أبو فراس الحمداني هو الأمير الشاعر، أبو فراس الحارث بن سعيد بن حمدان الذي ينتهي بنسبه إلى قبيلة تغلب الشهيرة بين قبائل العرب. عايش إبن عمه سيف الدَولة، وعاصر المتنبي، وكان دائماً رفيقاً للسَيف والقلم.
ولد في الموصل، وتيتم عن عمر ثلاث سنوات حين قتل والده على يد إبن أخيه ...حسن الملقَب بـ: ناصر الدَولة، وذلك بسبب الصراع على السلطة أيام الخليفة العباسي الراضي بالله الذي تدبَر معه الأمر لإقطاعه ولاية الموصل بدلاً من ناصر الدولة. إلَا أنَ القدر كان بإنتظاره، فلقي حتفه مخلفاً طفلاً يتيماً إحتضنته أمَه، وعطف عليه إبن عمه سيف الدَولة، فرعاه وأحسن تربيته تربية خاصَة بالأمراء الذي يعدَون للمناصب العالية في الدولة. وقد شبَ على تعلَم علوم الفروسيَة والقتال وقيادة الجيوش، وترسَخت لديه القيم العربيَة الأصلية في حسن الوفلء وكرم الضَيافة ومكارم الأخلاق، والتفقَه بعلوم اللغة العربية وآدابها التي أسَست لنبوغه في الشعر، وأضفت إلى العربية وآدابها التي أسست لنبوغه في الشعر، وأضفت إلى تاريخ الحمدانيين في حلب صفحة مجيدة خالدة ظلَ مفاخراَ بها طيلة حياته.
ولقد تجلَت مع الأيام في شخصيَة أبي فراس تلك السَمات البارزة التي تؤهله لتولي المناصب الرَفيعة في الدَولة، خاصَة في ميادين الفروسية وقيادة الجيوش والإشراف على حماية الحدود والثَغور وبناء القلاع والمشاركة الفعلية في الغارات على الرَوم وتثبيت الأمن في مواجهة الأعداء لا سيَما القبائل التي كانت تثور ضد حكمهم. ولذلك قرر سيف الدَولة أن يقلده إمارة منبح ليكون دعامة أساسية للدَولة الحمدانية.
إلا أن الحادث الأبرز في حياته كان أسره لدى الرَوم الذي إمتدَ سبع سنوات دفاعاً عن الدَولة الحمدانية. في هذا المناخ من الصراعات السياسية والحروب والغارات والأسر لدى الرَوم والحنين إلى الوطن وشوقه إلى أمَه وسلبه حريته وإذلال عدوَه له وعلاقته بسيف الدَولة الذي أبطأ في بذل الفداء لفكَ أسره، في هذا الجوَ الذي ألهب مكامن نفسه تفجَرت لديه تلك الينابيع الفيَاضة التي أثرت الشعر العربي بأجمل القصائد الوجدانية والعاطفية التي يشعد عليها شعره في جميع الأبواب التي طرقها، والتي تأججت عند وفاة أمَه وموت سيف الدولة، بعد ذلك.
قال أبو عبد الله الحسين بن خالويه النًحوي اللغوي، رحمه الله: من حلَ من الشرف السامي والحسب النامي والفضل الرَائع والأدب البارع والشجاعة المشهورة والسماحة المائورة محلَ الأمير أبي فراس الحارث بن سعيد، رحمه الله، وكان الأمير سيف الدولة منبتُه ومثقفه ومخرجه وموقفه على سننه العادلة وآثاره الفاضلة، شهدت له شواهد العقل ودعت إليه دواعي الفضل. وما زال، رضي الله عنه وأرضاه وكرَم منقلبه ومثواه، إيجاباً بحق الأدب ورعاية لحق الصحبة وعلماً بأهل المخالصة، يلقي إليَ دون الناس شعره ويحظر عليَ نشره حتى سبقتني وإياه الركبان. فجمعت ما ألقاه إليَ وشرحت من أيَامه وأخباره والأيَام المذكورة.
وعودة لمتن الكتاب، قام محمد بربر بتحقيق ديوان أبي فراس ليخرجه على النحو الذي يليق به معتمداًعلى رواية ابي عبد الله الحسين إبن خالديه وشارحاً ما إستشكل من مصطلحات وموضحاًعبارة بأسلوب سلس ومبسط. إقرأ المزيد