تاريخ النشر: 07/07/2010
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
نبذة نيل وفرات:"كان للأغنية السياسية وظيفة ماثلة وراهنة في أوائل السبعينات إذ كانت عنصر مواجهة مع الضبط السياسي - الإجتماعي السائد، يسقط أحد العمل في معمل الصهر فتنطلق أغنية، تستعاد ذكرى أحد أبطال المظاهرات فيكون التعبير بالكلمة الموقعة شكلاً من أشكال الإندماج في الحدث.
هكذا اقتبست نصوص شهيرة لمحمود درويش وسميح القاسم ...ونجيب سرور وغيرهم واستدعيت قصائد من مراحل الإلتزام المؤدلج في شعر علي عبد الله خليفة وعلي الشرقاوي، وانخرط كتاب جدد، في حينها، لتقديم الكلمة المناسبة كيوسف الحمدان وخالد الشيخ وأحمد العجمي وغيرهم.
كانت الثقافة بمجموعها، أو على الأقل بالكرة المتكاثرة الأغلب منها، تأتي من صفوف اليسار، وتتحرك في مساحته، وبقيت الأغنية الملتزمة، شأنها شأن الكتابة مرهونة بحيوية اليسار وموافق نفوذه، من هنا انطلق أحمد الحداد بأغاني "البنجري" و"مشموم دين الشعر" و"قالوا شباك" وغيرها من القاهرة، وجاء صوت محمد يوسف بــ"عذارى" و"الأيام عساها بخير" و"الله يا خيرة بلدناً من الكويت"، وكذلك خالد الشيخ "بآه باسلطان"... في سندات لاحقة، انحسر اليسار وانكشف غطافه الذي يغذي التجربة.
استجاب سوق الأغنية أكثر فأكثر لشروط الإنتاج الجديدة، شروط جارفة همشت الأغنية الوطنية... غياب المشروع الغني لدى الجبهات والتنظيمات السياسية ساهم في التشظية والتفتيت لحزمة الإجتهادات التي بدت متناغمة في لحظة أسبق، لم يحدث هذا في مجال الأغنية، فقط، ولكن أيضاً في الأدب والمسرح ومختلف ضروب الإبداع...".
وللقارئ أن يمضي في قراءة هذه المقالة التي جاءت تحت عنوان "ألوان الطيف السياسي والأغنية الملتزمة في البحرين"، والبنكي الذي أوضح في مجموعة مقالاته النقدية هذه عن هموم البحرين، لم يتوقف عند هذا الحد بل هو دار في فلكه النقدي فطال عدة مواضيع مثل التفكيك وتحولات النص الإبداعي وقصة الإسلام الحركي في البحرين وإشكاليات التيار الديني والثقافة وقراءة التحولات، نقد الراهن الثقافي، محمد بن خليفة الأسطورة والتاريخ الموازي، قاسم حداد بين البَنْيَنِة والتفكيك، السرد... الرؤية... الزمن.
والصورة البصرية بين السرد الشعري والسرد الروائي... بالإضافة إلى العديد من المقالات النقدية التي تناولت مواضيع حيوية بأسلوب نقدي بنّاء. إقرأ المزيد