تجليات المكان في السرد الحكائي العباسي
(0)    
المرتبة: 113,259
تاريخ النشر: 01/06/2010
الناشر: فضاءات للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:يستند هذا الكتاب في موضوعه على دراسة ثلاثة نماذج بارزة من النتاج السردي العباسي الضخم هي: الرسالة البغدادية، ومقامات بديع الزمان الهمذاني، ومقامات الحريري. وكان الاختيار لهذه النماذج الثلاثة كما جاء في المقدمة مبنياً على ما بينها من اتفاق عام في الشكل السردي. والمعلوم أن الدراسات النقدية الحديثة تُعنى بإبراز ...صورة المكان بوصفه أحد مكونات البناء السردي، وأحد أبرز العناصر المشكلة لمضمونه؛ فهو العمود الفقري الذي يربط أجزاء العمل الأدبي من شخصيات وأحداث وسرد وحوار، ويجمعها في إطار عام مشكلاً مسرحاً تتحرك فيه كل هذه الأجزاء لتكوّن النص الأدبي.
وتهدف هذه الدراسة إلى البحث في ظاهرة بارزة من مفاهيم النقد الحديث (المكان) نظراً لاتساع ملامحه في السرد الحكائي المتمثل في نماذج الدراسة؛ إذ وجدنا أهمية في تطبيق جانب من المفاهيم الحديثة على السرد العباسي للنظر إلى طريقة تشكل المكان فيه، وما تحمله من دلالات مستوحاة من الصورة الذهنية المتخيلة عند الكاتب تجاه المكان.
ولا بدّ هنا من الوقوف على مصادر الدراسة مضمونها ومحتواها؛ فالرسالة البغدادية تعد وثيقة تبرز المظاهر الحضارية في العصر العباسي من أدوات الترف والرقي التي ينجزها الإنسان، وظهرت هذه المظاهر من خلال ما تناقله أبو القاسم البغدادي من حكايات. أما مقامات الهمذاني والحريري فتعدّ سجلاً اجتماعياً وحضارياً يتحرك فيها الشخوص على رقعة مكانية واسعة، لتصبح هذه الشخوص حجارة شطرنج يحركهما لاعبان ماهران؛ فيخال المرء أن هذه الحركات هي حركات عشوائية على المستوى السطحي (الأفقي)، وعند التدقيق في أغوار النص نجد إرهاصات إلى أن هذه التحركات قد نظمها الهمذاني والحريري لتكون صورة منعكسة لتبعثر الحياة نمطاً وطبيعة.
أما عن نظرية المكان في الأدب والنقد، فقد اعتمد الكاتب على عدد من الدراسات النقدية والأدبية كان من أبرزها: جماليات المكان لغاستون باشلار، وأشكال الزمان والمكان في الرواية لميخائيل بختين، ونظرية المكان في فلسفة ابن سينا لحسن العبيدي، وإشكالية المكان في النص الأدبي لياسين النصير، وجماليات المكان في الرواية العربية لشاكر النابلسي، والفضاء الروائي لعبد الرحيم مراشدة.
وتتوزع الدراسة إلى قسمين رئيسين: قسم نظري، وقسم تحليلي(تطبيقي).
ـ القسم الأول: دراسة النظرية المكانية في النقد الأدبي وتفصيلاتها، وهنا تفرض طبيعة الدراسة أن تكون وصفية تتبعية طالما كان الحديث عن النظرية المكان في حياد عن البناء الفني للحكايات.
ـ القسم الثاني: دراسة المكان ضمن الإطار السردي لإبراز ما في النص الحكائي من ملامح نقدية وجمالية مطبقين فحوى النظرية المكانية على النصوص السردية الحكائية التي توزعت على أبواب الدراسة، وهنا ينقسم التحليل إلى قسمين: الأول، تتم به دراسة المكان من خلال جوانب جزئية من البناء الحكائي لرسم الصورة المتخيلة في ذهن الكتّاب حول المكان في العصر العباسي. والثاني، يتخذ دراسة نقدية مفصلة لنصوص حكائية كاملة، وهنا ستكون الدراسة نصية تحليلية للأنماط الحكائية عن طريق الاعتماد على مناهج النقد الحديث لسبر أغوار النصوص، والبحث في مستوياتها الدلالية.
لقد استطاع الدكتور محمد الخوجة وبحق اضافة دراسة نقدية جادة، وغير جامدة وتمتلك ملامح أصالتها من جهة، واستطاع في نفس الوقت أن ينقلنا إلى عوالم الأنماط الحكائية الموغلة في عراقتها. إقرأ المزيد