حضارة الطعام في بلاد الرافدين وبلاد الشام
(0)    
المرتبة: 18,431
تاريخ النشر: 01/01/2001
الناشر: دار الفكر المعاصر
نبذة نيل وفرات:من خلال هذا التطور، ومن خلال إختلاف التذوق عُرِف فَنّ إعداد الطعام، هذا الفنّ الذي سرى مع قوافل الحرير، أو نبع مع مياه الفرات ودجلة ومياه نهر إبراهيم ونهر العاصي، وتدرّج مع مياه نهر الخابور، وتلطّف مع مياه نهر بردى والليطاني، وتنسّك مع مياه نهر الأردن.
أمّا الموضوع الأساسي في ...هذا البحث يدور حول ملاحقة التطوّر الغذائي الحضاري في بلاد الرافدين وبلاد الشام، والفصل، وبين المواد الأساسية التي شكَلَّت طعام المنطقة التراثي... وبين الأطعمة والمواد وطُرُق الإعداد التي قَدِمت مع الهجمات الحضارية الآتية قديماً من الشرق نحو الغرب، ومن الغرب نحو الشرق حديثاً.
كما في البحث، مرور تاريخي عبر الحضارات المحيطة التّي غذّت المنطقة الرافدية والمنطقة الشامية ابتداء من حضارة الصين إلى حضارة الفرس في إعداد الطعام إلى حضارة السلاجقة والمغول والتتار والآشوريين والكلدان والتركمان والجراكسة والأكراد والأرمن والعثمانيين، ووصولاً إلى حضارة شبه الجزيرة العربية، التي ساهمت بتنقّل قبائلها المتعددة والمشهورة في ترسيخ المآكل الصحراوية القليلة والثمينة.
كما يوجد في البحث ذكر للتأثير المباشر الذي تركه الوجود اليوناني والروماني من حيث إستخدام النباتات ومن حيث طرق الطهي إستناداً إلى المنتجات الأساسية في الأرض الشامية والتي كان يُصدّر منها إلى بلاد الرومان في حينه، وفيه أيضاً إلماح إلى أهمية الهجرات التي انطلقت إلى بلاد الشام ومعها نُظُمها الغذائية ومآكلها وبخاصة مآكل شبه الجزيرة العربية، التي تتشابه وبشكل كبير مع المنتجات الريفية والقريبة من البادية الشامية، بينما تأثرت المنطقة الرافدية بالهجرات الشرقية والشمالية التي حملت معها مآكلها.
وإن دَلَّ هذا على شيء... فإنما يدل إستمرار طرق الطهي القديمة على التوّحد الجغرافي، والسكانّي للمنطقة، ولقد لعب إنتشار الإسلام دوراً مثبّتاً وجامعاً في إنتشار المآكل بين كلّ الدول التي دانت بالإسلام، إبانّ الخلافة الإسلامية الكبرى نحو الشرق، ووصولاً من ناحية الغرب إلى الأندلس، في الجزء الثالث من البحث... باب خصص لمفهوم المؤونة في المنطقة الشامية، ولأهّمِ أسبابها... وللمواد التموينية وطُرق إعدادها في البلاد.
كما يوجد في الكتاب تصنيف للمآكل التي تقدَّم في المناسبات الدينية الإسلامية والمسيحية وتصنيف لمآكل الأرياف والمدن، ومن التعمّق في تراث المنطقة تمَّ إستخلاص أهمّ الصناعات الغذائية الشعبية القديمة، فذكر أكثرها وأهمها، كما تّمَّ ذكر المكسّرات في البلاد الشامية وطرق إعدادها، وعادات تناولها.
وعرّج على المُحَمّضات التي تشكّل عنصراً رافداً أساسياً في حضارة الطعام في بلاد الشام، وذكر أنواع المحمّضات ما بقي منها وما اندثر، وكان في الكتاب مكان لذكر أنواع الخبز... وتشكيلات (التنوّر) ومواد بنائه، كما ذُكَر انواع الكبّة التي تقارب التسعين نوعاً... وألحح على التأكيد على طعام القمح المطبوخ "الهريسة" وعلى العدس اللذين يعتبران من أهم مآكل المنطقة التراثية. إقرأ المزيد