مجموع مراث بحرانية ويليه كتاب الثارات لابن متوج
تاريخ النشر: 01/01/2008
الناشر: مؤسسة طيبة لإحياء التراث
نبذة نيل وفرات:إن قارئ هذا المجموع للحداثي البحرانية ينتهي إلى ملاحظة وهي أن النمطية التي تحكم هذا االشعر، هي ذات ملامح ثابتة دائماً، تلاحق القارئ، وتحدق فيه أكثر كلما كانت عينه النقدية مفتوحة أكثر. وإن حضور النمط الطاغي داخل القصيدة بشكل عام يعود إلى سببين: السبب الأول هو سبب تاريخي تراثي، ...حيث أن القصيدة العربية على مر العصور كانت تربي النمط داخلها دائماً، وقد تتغير ملامح هذا النمط من عصر لعصر، ولكنه يظل موجوداً، فنمط العقيدة الجاهلية يختلف عن نمط القصيدة العباسية بعض الشيء، ولكنها تظلان تحملان نمطاً ما. صحيح أن الشاعر إذا كان مبدعاً يستطيع أن يضع ملامحه الشخصية في القصيدة، ولكنه لا يستطيع أن يقتل النمط. ولعل أهم سبب يذكره النقاد هو العقلية الإتباعية التي عاشت، ولا زالت، داخل المجتمع العربي...والحال ذاته في عصر الأنماط، العصر الذي كتبت فيه قصائد هذا الجموع، فإلى جانب عقلية الإتباع المسيطرة بحيث لا يمكن الخروج من تلك السيطرة، بل والأهم أن الخروج يعدّ منكراً في بعض المجتمعات، ويعدّ كفراً إذا تعلق بمسألة دينية لا أدبية أما السبب الثاني فهو سبب إجتماعي ويكون فيها الشاعر رهن ذوق الحاضرين أي تكون قصيدته وفق المقاييس التي يفرضها عليها المجتمع وذلك كما في قصائد المدح. وفي حالة قريبة فيها طقوس ذات عناصر ثابتة لا تتغير وعلى قصيدة الرثاء أن تلبي ما تريده الطقوس، وبما أن الطقوس ثابتة، فما تريده ثابت ولذلك فالقصيدة ستكون ثابتة وإن تغير كاتبها. وفي القصائد نأن هذه ما يشير إلى أنها كانت تكتب لتلبية تلك الطقوس من هنا فإن معظم القصائد التي كتبت في الحسين تكرر وضعها لأحداث ثابتة كالحوار بين الحسين والجيش أو تفصيل مقتل الحسين عليه السلام. وهذا ما يؤكد بأن القصائد هذه إنما لتلبية حاجة طقوس ثابتة. هذا وإن شعراء هذه الحواشي بحرانيون في الغالب عاشوا في فترة متقاربة بين القرن الثامن إلى القرن الحادي عشر. وتم إدراج ذلك في الهامش فيمن عرف تاريخه. ويذكر المحقق بأن هدفه من تقديم هذا المجموع ضمن طبقة محققة إما لقراءة التراث قراءة إجتماعية وثقافية وليس فقط لذاته أو قيمته في مجاله، وذلك ما دفعه لكتابى دراسة مختصرة من الكتاب تكشف بعض جوانب أدب المجتمع الذي أفرزه. وأما عملية التحقيق فقد تم فيها إعتماد المنهج التالي: 1- مقابلة النسخة المتواجدة مع ما تناثر من قصائده في الكتب التي أرخت لهؤلاء الشعراء أو جمعت أشعارهم. 2-التحقق من صحة الألفاظ لغوياً، وضبط الكلمات التي تحتاج إلى الضبط، وشرح الألفاظ التي تحتاج إلى شرح. 3-الإشارة في الهامش إلى بعض الروايات التي قامت بنظمها بعض القصائد وسردها كما هي من أحد المصادر. 4-ترتيب محتوى المخطوط بحسب الموضوع أولاً ثم تقسيمه إلى أربعة أقسام. ما يتعلق بالحسين رضي الله عنه، وما يتعلق بالحسن رضي الله عنه، وما يتعلق بأمير المؤمنين رضي الله عنه، وما يتعلق بالنبي صلى الله عليه وسلم، ثم ترتيب الشعراء المعلومة تواريخهم بحسب التسلسل التاريخي وجمع القصائد المتفرقة لدى كل شاعر في المخطوط نتحت إسمه وترتيبها بحسب القوافي. إقرأ المزيد