تاريخ النشر: 01/01/2009
الناشر: شركة المطبوعات للتوزيع والنشر
نبذة نيل وفرات:يبتعد القلب عن أرصفة الحنين… تبتعد الذاكرة عن الأسماء المألوفة والوجوه الجميلة… تبدأ العزلة المنظمة… ويبدأ الوقت بالإتساع… وهناك حيث أقيم منفصلاً عن تكاملي وشموليتي رحت أراقب ومن خلال الآثار التي بقيت على أصابعي وحواسي المتشققة كيف ستمضي مارثا وقتها… إلى أين تذهب… من تقابل بما تحلم… كم تتلقى ...من قبلات ولمسات وطعنات في الصدر… بما تدفأ في الشتاء… وبأي وسيلة تقاوم حر الصيف… وهي لم تجاوز السابعة عشر بشعرها القصير ورقتها… وضحكتها الموقوتة… ولآنني سأترك الجسد وأتحدث عن الظل… لن أعرج على إنكساري ورضوخي… على الصمت الذي داهمني وتمكن من حنجرتي وعيني وقلمي النحيل… سأبقى حيادياً لفترة قد تطول وقد تقصر… لعلني أرى ما رأيته وأسمع ما سمعته… وأمشي في طرقات مشيت فيها… رجل حكيم أنا… تنقصني اللحية البيضاء والوقار المفتعل والركن القصي والكأس وبعض الزجاجات المتناثرة والكتب الصفراء… لو قدر لي ألا أضيع كل هذا الضياع لإرتديت الحضارة حتى آخر رقصة في عشية عاصفة… ومارثا تحب الرسم!! بريشتها ولوحاتها المتواضعة تنهب في العالم ومنها… تقذف الألوان وهي لا تدري ما هدمت… من كونت… كم هجرت أمنيات وكم أهلت معجزات أو كوارث… مارثا لا تدري كيف أدخل إلى لوحاتها وبأي حال أخرج… وهذا أول حاجز إنصب بيننا منذ إلتقيتها في مرسمها الخاص وإرتمت على صدرى بقوة… وهمست إسمي متقطعاً وإعترفت بأنني ملاذها من الخوف الذي أحسته منذ سبعة عشر عاماً. مارثا مارك روجر لوسي جويل… أسماء رجال ونساء… وحولهم قصص وحكايات تأخذك إلى عالم بعيد… هنالك حيث تعيش تجاربهم، تشاركهم آمالهم وأحلامهم… تبتعد عنهم عند بعض المنعطفات مستاءً… لتقترب منهم عند بعضها الآخر… وأنت في كل ذلك تتابع متشوقاً حيناً، مستوسطاً في جميع الأحايين مع الكاتب ومع صوره وعباراته التي تقنعك بان الكتابة إنما هي فن وإحساس. إقرأ المزيد