تاريخ النشر: 01/01/1973
الناشر: دار الصياد للصحافة والطباعة والنشر
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:"جبران العاشق" ليس رواية خيالية بطلها جبران خليل جبران، ولا هو سيرة ذاتية تتناول حياة الأديب اللبناني الكبير، وتشبه عشرات الكتب والمجلدات، التي صدرت عن جبران لتشرح أدبه ورسومه وتفاصيل أيامه.
في السنوات الأخيرة الماضية، أصبح جبران مادة خصبة لأصحاب الأقلام، كل يسلِّط عليه الأضواء من جانب، وكل يحاول أن ...يغوص إلى عالمه، فصدرت عشرات الكتب والمجلدات، وتضاربت حوله التحاليل النفسية والأدبية والسياسية، والعلمية.
"جبران العاشق" ليس كتاب تحليل وتشريح، ولا هو دراسة تغوص في الأدب الجبراني لتفسير "غموضه"؛ إنه كتاب عشق وضع المؤلف بمناسبة السنة العالمية لجبران، وارده محاولة متواضعة لنقل حقيقة جبران الرجل، كما عاش، في طفولته، وشبابه، وحتى أيامه الأخيرة، كتبه ببساطة ومحبة وهدفه تسليط الضوء على جانب مجهول من حياة جبران طرح الكثير من علامات الإستفهام.
كل ما في هذا الكتاب ينطلق من وقائع ومعلومات، جُمِعت بين بشري حيث ولد جبران، وبوسطن حيث عاش الحقبة الأهم من حياته، ونيويورك المدينة التي لفظ فيها نفسه الأخير؛ جمعت المعلومات من أناس عاصروه وعرفوا أمه، وشقيقه، وشقيقتيه ولا زالوا يذكرون بوسطن ونيويورك في الحقبة التي سكنها جبران، وحاولت أن يرتسم المناخ البوسطوني بأسلوب قصصي، لأضع القارئ قدر المستطاع، في روحانية الأجواء التي عاش فيها كاتب "النبي".
أراد المؤلف "جبران العاشق" أن يكون شفافاً شفافية جبران، حزيناً مثل عينيه الذابلتين، موجوعاً مثل أيامه الطويلة التي قضاها يئن وحيداً في غرفة صغيرة منسية في برد "غرينويتش فيلج" أو في بيت متواضع في شاينا تاون؛ جبران عاش وحيداً، منعزلاً، منطوياً على ذاته، يشده إلى العالم الخارجي خيط رفيع، كالشعاع لا يُرى، ولولا وجوده، لأنهار البناء الجبراني من أساسه، ولما كان "النبي" نبياً... واسم هذا الشعاع الخارج الجمال ماري هاسكل.
لذلك قد يبدو هذا الكتاب في أجزائه الأخيرة، عن ماري بقدر ما هو عن جبران، لأنهما لا ينفصلان؛ لكن ماري ليست الوحيدة التي تركت بصماتها على قلب جبران العاشق، لقد صاغت أناملها العجينة في بداية تفتَّحها، ودفعت الفتى المراهق في دروب الرسم والأدب، أعطته من مالها، وقلبها، وأحاسيسها لتجعل من ابن بشري أديباً عالمياً، علمته كيف يكتب باللغة الإنكليزية - وربما كان هنا أساس فعلها - صححت الأخطاء، نسجت المفردات بقواعد صافية، فأوصلت صوت "النبي" أكثر نقاوة، وأشد أشراقاً وسحراً، ورغم عطائها الكبير، لم تعبر ماري إلى جسد الرجل... ورغم رغبتها العارمة، لم تستطع أن تجعله يرى المرأة فيها، فتنازلت عن حقوقها بشهامة وكبرياء، لأنها آمنت بأن "خليل" جاء إلى العالم ليقول كلمة، وأنها هي طريق تلك الكلمة، ومضت بعطائها حتى النهاية، ولم تتعب من خيبات الأمل المتكررة التي سببتها العلاقة الشخصية بينهما.
"جبران العاشق" يضع بعض النقاط على بعض الحروف، فيُظهِرَ عطاء ماري وعظمة حبها، بعض الجديد في هذا الكتاب، تفاصيل صغيرة ترسم عادة جمال العلاقات بين العاشقين، أبرز هذه التفاصيل، التي لم تنشر من قبل، لوحة قدَّمها جبران إلى "حبيبته" جوزيفين بيبودي في 30 أيار 1905، هي رسالة غرام فريدة، لا تزال محفوظة في أحد متاحف بوسطن.
من جديد ها الكتاب أيضاً، ظهور حبيبة "خاصة جداً" في حياة جبران اسمها "غيتريد باري"، ومع غيتريد يسلط المؤلف الأضواء على عشرات النساء في بوسطن، بيروت، باريس، ونيويورك، يصف حبيبات جبران، ويكشف جوانب غامضة من شخصيته، ينقلها بأسلوب قصصي مبسَّط، بعيداً عن البحث الأكديمي. إقرأ المزيد